أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خلو مصر رسميًا من مرض التراكوما كمشكلة صحية عامة، وذلك خلال كلمة مسجلة للدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام للمنظمة، في افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من «المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية». جاء هذا الإعلان ليؤكد نجاح الجهود المصرية في مكافحة هذا المرض.
وجَّه الدكتور تيدروس تهنئة خاصة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معتبرًا هذا الإنجاز «تاريخيًا» ويُضاف إلى سجل مصر الحافل بخلوها من الأمراض. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل استراتيجية وطنية شاملة.
استراتيجية مكافحة التراكوما في مصر
تضمنت الاستراتيجية المصرية لمكافحة التراكوما عدة محاور رئيسية، منها تنفيذ حملات علاجية واسعة النطاق، وتحسين الظروف البيئية والصحية خاصة في المناطق الريفية، وتنفيذ برامج توعوية مكثفة. وقد أسفرت هذه الجهود مجتمعة عن انخفاض معدلات الإصابة بالمرض إلى أقل من 5% بين الأطفال، وهي النسبة التي تؤهل للحصول على شهادة الخلو من المرض كأحد مشكلات الصحة العامة.
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن هذا الإنجاز يمثل «نقطة تحول في مسيرة الصحة العامة المصرية»، وهو دليل على قوة الشراكة الدولية والفعالية في العمل المشترك لتحقيق الأهداف الصحية العالمية. وأشار إلى أن التراكوما كان يعد سابقًا أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى في مصر.
أثر خلو مصر من التراكوما
يُعد خلو مصر من التراكوما إنجازًا كبيرًا على الصعيد الصحي، حيث يُتوقع أن يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، خاصة في المناطق الريفية التي كانت الأكثر تضررًا من هذا المرض. كما يُظهر قدرة النظام الصحي المصري على مواجهة التحديات الصحية بفضل الاستراتيجيات الشاملة والتعاون الدولي.
ومع هذا الإنجاز، تتجه الأنظار إلى الخطوات التالية في مسيرة الصحة العامة المصرية. ومن المتوقع أن تواصل الحكومة المصرية جهودها في تحسين البنية الصحية وتعزيز برامج التوعية الصحية، مع التركيز على الأمراض الأخرى التي لا تزال تشكل تحديًا للصحة العامة.
التحديات المستقبلية
وفي هذا السياق، أشار الدكتور تيدروس إلى أهمية الاستمرار في الجهود المبذولة لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجال الصحة العامة. وأكد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الصحية العالمية، مشيرًا إلى أن التحديات الصحية تتطلب استجابة جماعية وفعالة.
وفي الختام، يمثل خلو مصر من التراكوما خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الصحة العالمية، ويُعد دليلًا على فعالية العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات الصحية الدولية. ومع استمرار الجهود، يُتوقع أن تشهد مصر مزيدًا من الإنجازات في مجال الصحة العامة في المستقبل.
