أصدرت وزارة الصحة والسكان المصرية تعليمات عاجلة بتشديد الرقابة الصحية على القادمين من إثيوبيا، وذلك في إطار الاحترازات الوقائية من فيروس ماربورج. وتهدف هذه الإجراءات، التي بدأت في تنفيذها كافة وحدات الحجر الصحي بمنافذ الدخول الجوية والبحرية والبرية، إلى حماية الصحة العامة في مصر ومنع أي انتشار محتمل للفيروس.
وتشمل التعليمات فحص جميع المسافرين القادمين من إثيوبيا، وعزل أي حالة يشتبه في إصابتها بالمرض فوراً، بالإضافة إلى بروتوكولات صارمة للتطهير والتخلص من النفايات. يأتي هذا التحرك بعد تسجيل حالات إصابة بفيروس ماربورج في دولة إثيوبيا، مما استدعى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة.
ما هو فيروس ماربورج وكيف تستجيب مصر؟
فيروس ماربورج هو فيروس نزفي شديد الخطورة ينتمي إلى عائلة فيروسات فيروس الإيبولا. وتشمل الأعراض الأولية الحمى الشديدة، وآلام العضلات، والإرهاق الشديد، بينما قد تتطور الأعراض لاحقاً لتشمل نزيفاً داخلياً وخارجياً، وفشل أعضاء متعدد، وفي بعض الحالات، الوفاة. وينتقل الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الجسم، مثل الدم والقيء والبول، من الشخص المصاب أو من الحيوانات المصابة.
وقالت وزارة الصحة المصرية أن الفرق الطبية في الحجر الصحي مكلفة بمناظرة جميع المسافرين القادمين من إثيوبيا، وتحديد أي أعراض محتملة. سيتم نقل أي حالات مشتبه بها فوراً إلى مستشفيات الحميات أو المرافق الصحية المجهزة للتعامل مع الحالات الطارئة، مع إبلاغ الجهات المعنية.
إجراءات محددة لتطبيق الوقاية
تتضمن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان المصرية ما يلي:
تطهير شامل لعيادات الحجر الصحي، وغرف العزل، وصالات الركاب، ووسائل النقل المستخدمة لنقل الحالات المشتبه بها.
التعامل مع جميع المخلفات القادمة من إثيوبيا على أنها نفايات خطرة، والتخلص منها وفقاً لبروتوكولات السلامة المعتمدة.
إصدار كروت المراقبة الصحية لجميع القادمين، بما في ذلك الأطفال، وتسجيل بياناتهم بشكل كامل في نظام القادمين من الخارج.
إخطار مديريات الشؤون الصحية بالمحافظات لمتابعة الحالة الصحية للقادمين من إثيوبيا لمدة 21 يوماً، وهي أقصى فترة حضانة للفيروس، وذلك من خلال مكاتب الصحة التابعة.
بالإضافة إلى ذلك، طلبت الوزارة من شركات الطيران والوكلاء الملاحيين إبلاغ الركاب القادمين من إثيوبيا بضرورة التوجه إلى الحجر الصحي قبل دخول البلاد، وتفعيل هذا الإجراء من قبل سلطات الجوازات كشرط أساسي للدخول.
الاستعداد والاستجابة للطوارئ
أكدت وزارة الصحة أن تنفيذ هذه الإجراءات سيتم تحت إشراف مباشر لمديري الحجر الصحي والمديرين الوقائيين في كل مديرية. هذا الإشراف يضمن تطبيقاً فعالاً للإجراءات الوقائية، والجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات محتملة. ويعتبر هذا جزءاً من جهود مصر المستمرة لتعزيز منظومة الصحة العامة، والاستعداد لمواجهة أي أزمات صحية.
وتعتبر هذه الإجراءات متوافقة مع اللوائح الصحية الدولية ومعايير منظمة الصحة العالمية، والتي تدعو إلى اتخاذ تدابير سريعة وحاسمة لاحتواء الفيروسات النزفية ومنع انتشارها. وتشمل هذه المعايير الكشف المبكر عن الحالات، والعزل الفوري، والتطهير الشامل، وتتبع المخالطين.
ويرتبط الفيروس بالحيوانات، وبالأخص الخفافيش، وذكرت التقارير الأولية أن التفشي الحالي في إثيوبيا قد يكون مرتبطاً بانتشار الفيروس من الحيوانات إلى البشر. وتشديد الرقابة على القادمين من المناطق المتضررة يعتبر خطوة أساسية لمنع دخول الفيروس إلى البلاد.
فيروس ماربورج يمثل تهديداً عالمياً للصحة العامة، ويتطلب تعاوناً دولياً لمكافحته. وتشارك مصر بفعالية في الجهود الدولية لمراقبة الفيروس، وتبادل المعلومات، وتقديم الدعم للدول المتضررة.
في الوقت الحالي، لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس ماربورج في مصر. ومع ذلك، تواصل وزارة الصحة والسكان المصرية مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة، واتخاذ أي إجراءات إضافية قد تكون ضرورية لحماية الصحة العامة. من المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات الوقائية طوال فترة استمرار تفشي الفيروس في إثيوبيا، وسيتم تحديثها بناءً على التطورات الوبائية.
