اختتم معرض الكويت الدولي للكتاب نسخته الثامنة والأربعين في السادس من فبراير 2024، مسجلاً إقبالاً واسعاً على مدى عشرة أيام. وقد بلغ عدد الزوار 477,560 شخصًا، فيما شارك 611 دار نشر من 33 دولة عربية وأجنبية بعرض أكثر من 287 ألف عنوان. ويعتبر هذا المعرض من أهم فعاليات **الكتاب في الكويت**، وله دور كبير في دعم الثقافة العربية.
أُقيم المعرض تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ أحمد العبدالله، وتزامن مع احتفالات الكويت بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025. وقد كانت سلطنة عمان هي ضيف الشرف لهذه الدورة، تكريماً لمساهماتها الثقافية المتميزة.
أرقام قياسية ومشاركات نوعية في معرض الكتاب
شهدت الدورة الحالية للمعرض زيادة ملحوظة في عدد العناوين المعروضة مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تجاوزت 287 ألف عنوان، منها حوالي 35 ألف عنوان جديد. ووفقاً للبيانات الرسمية، شارك في المعرض 433 دار نشر بشكل مباشر، بالإضافة إلى 178 دار نشر عبر وكلاء، و39 دار نشر للمرة الأولى.
دعم النشر المحلي وريادة الأعمال
لم يقتصر المعرض على عرض الكتب، بل تضمن أيضاً فعاليات متنوعة للكبار والصغار، بما في ذلك ورش العمل، والأمسيات الثقافية، والندوات، والمحاضرات، والجلسات الحوارية. بالإضافة إلى ذلك، تميزت هذه الدورة بإطلاق مشروع “أنا المؤلف” الذي يهدف إلى دعم الأطفال وتشجيعهم على التأليف. وبلغ عدد الكتب التي طُبعت ضمن هذا المشروع 1240 كتاباً.
شهد المعرض مشاركة واسعة من دور النشر العربية، مما يعكس أهمية الكويت كمركز ثقافي وتجاري في المنطقة. ويهدف هذا الدعم لتعزيز مكانة **صناعة النشر** العربية في ظل التطورات العالمية المتسارعة.
تكريم الشخصيات الثقافية وتعزيز التبادل الثقافي
اختارت إدارة المعرض محمد بن الزبير، المستشار المتقاعد لسلطان عمان لشؤون التخطيط الاقتصادي، كشخصية ثقافية للمعرض، تقديراً لمسيرته الحافلة بالإنجازات في مجال تعزيز الثقافة العربية. ويعتبر هذا التكريم جزءاً من جهود المعرض لدعم وتشجيع المثقفين والكتاب.
اختيار سلطنة عمان كضيف شرف يعزز التبادل الثقافي بين الكويت وسلطنة عمان. وقد تضمن برنامج ضيف الشرف عرضاً للكتب العمانية، وتنظيم فعاليات ثقافية تعرّف الجمهور الكويتي على الثقافة والتراث العماني. وقد ساهمت هذه المشاركة في تسليط الضوء على **التراث الثقافي** العماني الغني.
ومع مواصلة تطور قطاع النشر، يتبنى المعرض مبادرات جديدة لدعم الناشرين وتعزيز مهاراتهم. فقد شارك 84 دار نشر في “البرنامج المهني للناشرين العرب”، وهو برنامج يهدف إلى تطوير صناعة النشر وزيادة نموها، وذلك بتوفير التدريب والموارد اللازمة للناشرين.
أكدت إدارة المعرض على أهمية دعم القراءة وتشجيع الاهتمام بالكتب. ويأتي هذا التأكيد في إطار جهود الكويت لتعزيز الوعي الثقافي وتنمية المجتمع. وقد ساهم المعرض في إتاحة الفرصة للجمهور للوصول إلى أحدث الإصدارات في مختلف المجالات.
من الجدير بالذكر أن المعرض لم يخلُ من بعض التحديات، مثل ارتفاع أسعار الكتب وتوافد أعداد كبيرة من الزوار في بعض الأوقات. ومع ذلك، نجحت إدارة المعرض في التعامل مع هذه التحديات وتوفير تجربة ممتعة للزوار.
من المتوقع أن تعقد إدارة المعرض مؤتمراً صحفياً خلال الأسابيع القادمة لتقديم تقرير مفصل عن نتائج الدورة الثامنة والأربعين. وسيتضمن التقرير تحليلاً لأداء المعرض ومناقشة الخطط المستقبلية لتحسينه وتطويره. وسيكون التركيز على الاستعدادات للدورة القادمة في ضوء الاستحقاقات الثقافية التي تشهدها الكويت كعاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، بما في ذلك وضع خطة لزيادة عدد **دور النشر** المشاركة وتوسيع نطاق الفعاليات الثقافية.
