Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

معرض الكويت الدولي للكتاب يسلط الضوء على «أدب الطفل العماني»

سلط معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين الضوء على تطور أدب الطفل العماني، مسلطًا إياها على رحلته نحو التقدير والجوائز. استضاف المعرض محاضرة شاركت فيها أديبات عمانيات متخصصات في هذا المجال، ناقشوا التحديات والفرص المتاحة لتطوير هذا النوع الأدبي المهم.

عُقدت المحاضرة في المقهى الثقافي بالمعرض، وأدارتها فاطمة الزعابية، حيث استعرضت الأديبات أمامة اللواتية، وأميرة البلوشي، وخديجة المفرجي تجاربهن وخبراتهن في الكتابة للأطفال. ركز النقاش على أهمية تقديم محتوى إبداعي يجمع بين المتعة والفائدة، ويعكس الثقافة والقيم العمانية الأصيلة.

تطور أدب الطفل العماني: رحلة نحو التميز

شهد أدب الطفل العماني تحولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بجهود فردية مخلصة من قبل الأديبات والكاتبات. أكدت المشاركات على أهمية تطوير هذا المجال، وضرورة تقديم أعمال أدبية عالية الجودة تلبي احتياجات الأطفال وتنمي قدراتهم الإبداعية والفكرية. وتشير الإحصائيات إلى تزايد الاهتمام بقراءة الأطفال في السلطنة، مما يعزز الحاجة إلى المزيد من الإصدارات المتميزة.

أهمية المحتوى واللغة

أوضحت الدكتورة أمامة اللواتية أنها تحرص على تقديم شخصيات طفولية مسؤولة وفاعلة في قصصها، مع استخدام لغة بسيطة ومناسبة لأعمارهم. وأضافت أن الجوائز والتكريمات ليست المقياس الوحيد للجودة، فالتقييم الحقيقي يأتي من القارئ الصغير نفسه. يجب على الكتاب، بحسب رأيها، أن يركزوا على تقديم محتوى مفيد وممتع، بدلاً من السعي وراء الجوائز فقط.

الإبداع والشعر الموجه للأطفال

من جهتها، تحدثت الروائية خديجة المفرجي عن كيفية تحويل الأفكار والتراث إلى شعر موجه للأطفال. وأشارت إلى أن ذلك يتطلب موهبة فطرية وقدرة على تقمص شخصية الطفل. كما انتقدت قلة عدد الشعراء المتخصصين في شعر الأطفال، مؤكدة على أهمية وجود نصوص شعرية تتناسب مع عالم الطفل وتثير خياله. وتعتبر خديجة أن الكتابة للأطفال هي سعي نحو “الخلود الأدبي”.

التحديات والفرص

أكدت أميرة البلوشي على صعوبة الكتابة للطفل، وأنها تتطلب وعيًا خاصًا وفهمًا عميقًا لعالمهم. وأوضحت أنها بدأت الكتابة للأطفال بعد تجربتها في الأمومة، حيث شعرت بالحاجة إلى التعبير عن مشاعرها وتجاربها من خلال قصص ممتعة ومفيدة. كما أشارت إلى أهمية التعاون بين الكاتب والرسام والمحرر لتقديم عمل أدبي متكامل ومتقن. وتعتبر أميرة أن الكتابة للأطفال يجب أن تكون بمثابة صداقة، حيث يقترب الكاتب من عالم الطفل ويشاركه مشاعره.

بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الأديبات أهمية دمج الجانب التراثي والثقافي في أعمالهن، وذلك لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال. كما أكدن على ضرورة تطوير المناهج الدراسية لتشمل المزيد من القصص والشعر الموجه للأطفال، والذي يعزز حب القراءة ويشجع على الإبداع. وتشير التقارير إلى أن القراءة المبكرة تساهم في تحسين التحصيل الدراسي وتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال.

يواصل معرض الكويت الدولي للكتاب فعالياته المتنوعة التي تهتم بالأدب والمعرفة، مع التركيز بشكل خاص على دعم أدب الطفل وإبراز التجارب الخليجية في هذا المجال. وشهد المعرض إقبالًا واسعًا من الكتاب والمتخصصين والمهتمين بثقافة الطفل، مما يؤكد على أهمية الاستثمار في صناعة الكتاب الموجه للناشئة.

من المتوقع أن يعقد المعرض ورش عمل متخصصة في كتابة أدب الطفل خلال الأيام القادمة، بهدف تطوير مهارات الكتاب والمهتمين بهذا المجال. كما سيتم الإعلان عن نتائج مسابقة لأفضل كتاب للأطفال، والتي تهدف إلى تشجيع الإبداع وتقديم أعمال أدبية متميزة. وستشكل هذه المسابقة خطوة مهمة نحو تطوير أدب الطفل في الكويت والمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى