مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا تواجه عقبة دونباس وزاباروجيا

تشهد المفاوضات الأوكرانية الروسية الجارية حاليًا في مدينة ميامي بولاية فلوريدا تطورات معقدة، وتتميز هذه الجولة بغياب التصريحات العلنية على عكس الجولات السابقة. هذا الصمت يثير تساؤلات حول التقدم المحرز في إيجاد حل للأزمة المستمرة في أوكرانيا، ويشير إلى صعوبة التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الرئيسية المطروحة.
بدأت الجولة الحالية من المفاوضات بعد تقارير أولية عن توافق محتمل بين واشنطن وموسكو في محادثات سابقة، لكن حتى الآن لم يصدر أي تأكيد رسمي. وتتركز الجهود الدبلوماسية على إيجاد حلول لإنهاء القتال وتخفيف التوترات المتزايدة في المنطقة.
تحديات تواجه المفاوضات الأوكرانية الروسية
على الرغم من التفاؤل الحذر الذي أعقب جولة برلين، يبدو أن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة. وفقًا لمراسلة الجزيرة في واشنطن، وجد وقفي، فإن النسبة المتبقية من القضايا العالقة، والتي كانت تُقدر بـ 10%، تمثل في الواقع جوهر الخلاف بين الطرفين.
تعتبر قضية الأراضي من أبرز العقبات، حيث يرفض الجانب الأوكراني الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها في إقليم دونباس. هذا الموقف يمثل تحديًا كبيرًا للجانب الروسي، الذي يعتبر هذه المناطق جزءًا لا يتجزأ من أراضيه.
مسألة محطة زاباروجيا النووية
تُشكل محطة زاباروجيا النووية، الأكبر في أوروبا، قضية حساسة للغاية. تسيطر روسيا حاليًا على المحطة التي توفر حوالي 50% من احتياجات أوكرانيا من الطاقة. وترفض موسكو حتى الآن التفاوض على مغادرتها، في حين تبحث الأطراف سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك صيغة تقاسم السيطرة، وسط نقاشات وصفت بالصعبة.
الضمانات الأمنية كمفتاح للحل
تعتبر الضمانات الأمنية لأوكرانيا من القضايا التي أثارت نقاشًا واسعًا. كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن عن استعداد بلاده للمشاركة في تقديم هذه الضمانات، ولكن لا يزال لدى الجانب الروسي تساؤلات حول الآلية التي ستحقق هذا الأمن.
وبحسب مراسلة الجزيرة، فقد عقدت اجتماعات أولية مع الجانب الأوكراني في ميامي، تلتها جلسات مكثفة مع الجانب الروسي. ولم يتم الإفصاح عن أي نتائج رسمية حتى الآن، في انتظار تطورات الأيام المقبلة.
أفادت وكالة رويترز أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي وصف المحادثات بأنها “بناءة”. ومع ذلك، يبقى التقييم الدقيق للمفاوضات صعبًا في ظل غياب الشفافية.
وقد أثارت بعض المقترحات التي قدمتها واشنطن الشهر الماضي، والتي تسربت إلى وسائل الإعلام، مخاوف أوروبية وأوكرانية من أنها قد تخدم المصالح الروسية بشكل مبالغ فيه. يخشى البعض من أن إدارة ترامب قد تمارس ضغوطًا على كييف لتقديم تنازلات كبيرة وغير مبررة. هذا الأمر أضاف طبقة إضافية من التعقيد على عملية التفاوض، وأثار شكوكًا حول نوايا الأطراف المعنية.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، تشترط موسكو على كييف التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى التحالفات العسكرية الغربية. تعتبر كييف هذا الشرط بمثابة تدخل سافر في شؤونها الداخلية، وتصر على حقها في تحديد مسارها السياسي والأمني.
تتواصل الجهود الدبلوماسية للحد من التصعيد والتوصل إلى حل سلمي للأزمة. ومع ذلك، فإن التحديات المطروحة كبيرة ومعقدة، وتتطلب صبرًا وحكمة من جميع الأطراف.
الوضع الحالي يتطلب متابعة دقيقة لتطورات المفاوضات الروسية الأمريكية. من المتوقع أن يتم الإعلان عن أي تقدم ملموس في غضون أيام قليلة. في حال عدم حدوث ذلك، قد يشهد الوضع الأمني في أوكرانيا مزيدًا من التدهور. إن مصير هذه المحادثات الروسية الأوكرانية سيحدد إلى حد كبير مستقبل المنطقة بأكملها، لذا فإن المجتمع الدولي يراقب عن كثب مسار هذه المفاوضات
وتظل القضية الإنسانية، بما في ذلك حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، من القضايا المتعددة الأوجه المرتبطة بالحل الشامل. تُعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة، حيث تتزايد التقارير حول الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية والمعاناة التي يواجهها الشعب الأوكراني.





