كان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب إنتر ميامي حاليًا، قريبًا جدًا من العودة إلى نادي برشلونة قبل عامين، لكن تطورات مفاجئة حالت دون إتمام هذه الصفقة. وكشف برنامج “لا بوسيسيون” الإسباني أن مكالمة هاتفية في اللحظات الأخيرة أجهضت محاولة عودة ميسي إلى برشلونة، التي كانت على وشك الاكتمال في صيف عام 2023. هذه القصة تلقي الضوء على تعقيدات الانتقالات الكروية وتأثير العوامل غير المتوقعة.
وبحسب ما ورد، فقد كان برشلونة قد حصل على موافقة رابطة الدوري الإسباني لإعادة تسجيل ميسي، وكان المدرب السابق تشافي هيرنانديز قد أعطى الضوء الأخضر للصفقة. ومع ذلك، فإن تدخلًا غير متوقعًا غيّر مسار الأحداث، مما أدى في النهاية إلى انتقال ميسي إلى إنتر ميامي في الولايات المتحدة.
كواليس فشل عودة ميسي إلى برشلونة
بدأت القصة في يناير 2023، حين تلقى تشافي مكالمة هاتفية من ميسي نفسه، أكد فيها رغبته القوية في العودة إلى النادي الكتالوني. وكان ميسي، الذي كان عقده مع باريس سان جيرمان يقترب من نهايته، يرى في برشلونة الوجهة المثالية لاستكمال مسيرته الكروية.
وعلى مدار الأشهر التالية، استمر التواصل بين تشافي وميسي بشكل منتظم، حيث ناقشا تفاصيل العودة المحتملة، بما في ذلك الدور الذي سيلعبه ميسي في الفريق. وقد أبدى ميسي استعداده لقبول دور مختلف عما كان عليه في السابق، مدركًا أنه لم يعد اللاعب الذي يحسم المباريات بمفرده.
في فبراير 2023، طلب ميسي من تشافي التواصل مع والده ووكيل أعماله خورخي ميسي لتسريع عملية التفاوض. وبعد ذلك، أبلغ تشافي رئيس النادي خوان لابورتا بالتقدم المحرز، الذي استقبل الخبر بحماس كبير، معتبرًا أن عودة ميسي فرصة لإغلاق صفحة الماضي بعد رحيله المفاجئ في عام 2021.
موافقة رابطة الدوري والاتفاق شبه النهائي
في أبريل 2023، تلقى برشلونة أخبارًا إيجابية، حيث أبلغته رابطة الدوري الإسباني بموافقتها على الصفقة. وبدأ النادي في صياغة العقد الذي يتضمن اتفاقًا باستمرار ميسي مع الفريق لمدة عامين. وكان الاتفاق “شبه منجز” وبانتظار اللمسات الأخيرة فقط.
ومع ذلك، تغيرت الأمور بشكل جذري عندما تلقى تشافي مكالمة هاتفية من خورخي ميسي، أبلغه فيها بأن رابطة الدوري الإسباني قد تراجعت عن موافقتها على الصفقة. هذه المكالمة الصادمة أنهت آمال برشلونة في استعادة نجمه الأرجنتيني.
تأثير خورخي ميسي والمفاوضات المعقدة
وفقًا للبرنامج الإسباني، فإن مكالمة خورخي ميسي كانت حاسمة في تغيير مسار الأحداث. ويبدو أن هناك خلافات نشأت حول الشروط المالية للصفقة، وأن رابطة الدوري الإسباني لم تكن مستعدة للموافقة على العقد المقترح. هذه التطورات تركت ميسي “متعبًا من الانتظار والغموض”، مما دفعه إلى قبول عرض إنتر ميامي.
وتشير التقارير إلى أن برشلونة كان يواجه صعوبات مالية كبيرة في ذلك الوقت، وأن إعادة تسجيل ميسي كانت تتطلب إجراءات تقشفية إضافية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك قلق بشأن تأثير عودة ميسي على التوازن المالي للفريق.
هذه القضية سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الأندية الكبرى في إبرام صفقات مع اللاعبين النجوم، خاصة في ظل القيود المالية الصارمة التي تفرضها الدوريات الأوروبية. كما أظهرت أهمية دور وكلاء اللاعبين في المفاوضات، وكيف يمكن أن تؤثر تدخلاتهم على نتائجها.
الآن، وبعد مرور عامين على هذه الأحداث، يواصل ميسي مسيرته مع إنتر ميامي، بينما يسعى برشلونة إلى إعادة بناء فريقه وتحقيق النجاح في المستقبل. يبقى السؤال مفتوحًا عما إذا كان ميسي سيعود إلى برشلونة في يوم من الأيام، ولكن في الوقت الحالي، يبدو هذا الاحتمال بعيد المنال. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة تطورات مسيرة ميسي ومستقبل برشلونة في السنوات القادمة، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات المستمرة في عالم كرة القدم.
