Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

النازحون الفلسطينيون يتكدسون في رفح من دون مأوى

تجاوز عدد النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، الـ657 ألفاً، يعيش جزء كبير منهم من دون مأوى. حيث يفترش الأغلبية الشارع بعدما هجر آلاف النازحين منازلهم، تاركين متاعهم، إذ كان كل همهم النجاة بأرواحهم، بعدما أمضوا لحظات عصيبة، عاشوا خلالها الموت والرعب في كل ليلة، لكن معاناتهم تضاعفت بعد أن فشلت كل محاولاتهم توفير سكن ملائم، وباتوا لا يفكرون بمال أو متاع، وهاجسهم الاستقرار في منزل إلى حين العودة.

أصبح العثور عن منزل للسكن في مدينة رفح، مهمة مستحيلة، إثر النزوح الجماعي وغير المسبوق إلى المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، وتعذر إقامة النازحين في الخيام التي خصصت لهم، مع حلول فصل الشتاء.

منازل الفلسطينيين في رفح غصت بالمستضافين من الأقارب، وحتى بعض المستودعات والمخازن التجارية والمكاتب تم تأجيرها للسكن، وما زالت آلاف العائلات تبحث عن منازل للإقامة فيها، لكن مهمة البحث عن منزل، أضحت كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، كما يقول نازحون.

وعبثاً راح الفلسطيني محمـد الجبور النازح من خان يونس يبحث عن أي مكان يأويه وعائلته، بعد قضاء يومين في العراء بسبب الاكتظاظ الشديد في مدارس الإيواء، لكنه لم يفلح في مهمته، موضحاً: «لم أجد منزلاً ولا حتى حاصلاً نقيم فيه، وأدركت أن العثور على أي مأوى أصبح ضرباً من المستحيل، فأعداد النازحين في تزايد، ورفح محافظة صغيرة، ولم يكن بمقدورها استيعاب هذا الكم الهائل، ويبدو أن الخيام باتت خيارنا الإجباري والوحيد».

ويوالي الجبور: «حتى لو توفرت غرفة واحدة، أو شقة قيد الإنشاء، سنعتبر أنفسنا محظوظين، وسنقيم فيها إلى حين انتهاء هذه المحنة» مبيناً أنه لولا استضافة أهالي رفح لعدد من النازحين، لكانت الأوضاع أكثر صعوبة.

وبعد عناء شديد، وجد الفلسطيني خليل الشاعر مستودعاً يعود لأحد التجار في مدينة رفح، كان يستخدمه لتخزين بضاعته قبل أن تنفد، منوهاً إلى أن العديد من النازحين يطرقون بابه بشكل يومي، للسؤال إن كان المستودع متاحاً للإيجار، أو بالإمكان تقاسمه مع عائلة أخرى.

قلق على المنازل

وجه آخر لمعاناة النازحين، يتمثل في قلقهم الدائم على منازلهم التي تركوها خلفهم، بعد أن فروا منها تحت القصف العشوائي، فيروي أحمد أبو القمصان النازح من مخيم جباليا، أن آخر ما يعرفه عن منزله، أنه أصيب بقذيفة مدفعية، ما أدى إلى إصابته بأضرار بالغة، موضحاً أنه يعيش في حالة قلق دائم على مصير منزله، إذ يمكن إصلاح الأضرار التي لحقت به في حال اقتصر الأمر على القذيفة ذاتها، في حين سيعاني ويلات التشرد إذا استهدف المنزل بقذيفة أخرى وتم هدمه.

وعلى الدوام يحاول أبو القمصان الاتصال بأي من جيرانه الذين لم يغادروا المخيم، للاطمئنان على منزله، دون أن يفلح في مبتغاه، بسبب الانقطاع المستمر للاتصالات والإنترنت، متمنياً أن يعود إليه مع عائلته قريباً، خصوصاً بعد أن مل حياة الخيمة، وكل محاولاته البحث عن منزل باءت بالفشل.

تركوا كل شيء

من بين النازحين، ثمة عائلات عانت التهجير في حرب العام 2014، والتي استمرت لـ51 يوماً، وبعضها لم تعد إلى منازلها إلا بعد نحو ثلاث سنوات، لكن معاناتهم هذه المرة أصعب وأشد، لتزامنها مع فصل الشتاء، وعجزها عن توفير منزل بديل حتى تمر الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى