شهدت الدوحة انطلاق فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الدوحة السينمائي الدولي، الذي يمثل منصة هامة لعرض الإبداعات السينمائية من مختلف أنحاء العالم. انطلقت فعاليات المهرجان في 20 نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه، بمشاركة واسعة من صناع السينما والخبراء والنقاد، ويهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي وتقديم أعمال فنية متنوعة للجمهور.
ويقدم المهرجان برنامجًا غنيًا يضم 97 فيلمًا من 62 دولة، مما يعكس التزامه بالتنوع والشمولية في اختيار الأعمال المعروضة. تتضمن هذه الأفلام مجموعة واسعة من الأنواع والأساليب، مما يوفر تجربة سينمائية فريدة للمشاهدين. كما يشهد المهرجان تنظيم ندوات وورش عمل وفعاليات تفاعلية تهدف إلى إثراء المعرفة السينمائية وتعزيز التبادل الثقافي.
التميز الفني في مهرجان الدوحة السينمائي
كرم المهرجان في حفل افتتاحه الممثل السوري جمال سليمان، ومنحه جائزة التميز الفني تقديرًا لمسيرته الفنية وإسهاماته في إثراء السينما العربية. وعبر سليمان عن امتنانه للتقدير، مؤكدًا أن السينما هي فن سرد القصص الذي يربطنا بتجاربنا وهويتنا.
كما حصلت الممثلة الإيرانية كلشيفته فراهاني على جائزة التميز الفني، وأكدت في كلمتها أن المنطقة العربية، على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل مركزًا حيويًا للإبداع والثقافة. وأشارت إلى أن الفن والثقافة هما نقاط الالتقاء التي تعزز التفاهم والتسامح بين الشعوب.
قصة مؤثرة في قلب المهرجان: فيلم “صوت هند رجب”
شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الفلسطيني “صوت هند رجب”، الذي يسلط الضوء على قصة الطفلة هند رجب التي استشهدت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. حضر العرض والدة هند ومجموعة من أفراد طواقم الهلال الأحمر الذين عاشوا تفاصيل الحادثة، والمخرجة التونسية كوثر بن هنية.
أعربت والدة هند عن شعورها بالألم والفخر لعرض قصة ابنتها أمام الجمهور العالمي، معتبرة أن ذلك يمثل محاولة لتحويل الألم إلى رسالة توعية. وأكدت أن مشاركتها في الفيلم هي تعبير عن إرادتها في إيصال صوت أطفال غزة الذين يعانون من ويلات الحرب.
من ناحيتها، تحدثت المخرجة كوثر بن هنية عن تجربتها في إخراج الفيلم، مشيرة إلى أنها شعرت بمسؤولية كبيرة في التعامل مع هذه القصة المؤلمة. وأكدت أن الفيلم يهدف إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة والدعوة إلى وقف العنف وحماية المدنيين.
برنامج المهرجان وتناوله للقضايا الإنسانية
يتميز مهرجان الدوحة السينمائي ببرنامجه الحافل الذي يتضمن أربع مسابقات رئيسية: “مسابقة الأفلام الطويلة”، “مسابقة الأفلام القصيرة”، “صنع في قطر”، و”مسابقة أجيال”. تهدف هذه المسابقات إلى دعم وتشجيع صناع الأفلام الناشئين والموهوبين، وتقديم أعمال فنية متميزة تعبر عن قضايا معاصرة.
وتشمل مسابقة الأفلام القصيرة أعمالًا متنوعة من سوريا ولبنان والعراق، بينما تقدم مسابقة الأفلام الطويلة مجموعة من الأفلام العربية الهامة التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية.
يضم المهرجان أيضًا مجموعة من الأفلام التي تركز على قضايا إنسانية مثل حقوق الأطفال، واللاجئين، والصحة، والتعليم. تأتي هذه الأفلام في إطار التزام المهرجان بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات حول العالم والدعوة إلى التضامن والتعاون.
من المتوقع أن يشكل مهرجان الدوحة السينمائي الدولي حدثًا سينمائيًا وثقافيًا هامًا في المنطقة، وأن يساهم في تعزيز مكانة الدوحة كمركز للإبداع والابتكار. تتواصل الجهود لتحديد موعد النسخة القادمة من المهرجان، مع الأخذ في الاعتبار التقييمات التي سيتم جمعها من المشاركين والجمهور، والأوضاع الإقليمية والعالمية المتغيرة.
