Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

موجة استقالات بمركز أبحاث أميركي وسط جدل حول معاداة السامية

أعلن مركز الأبحاث الأمريكي المحافظ “هريتدج فاونديشن” عن مغادرة أكثر من 12 موظفًا مناصبهم في الأيام الأخيرة، سواءً عن طريق الاستقالة أو الفصل، وذلك في خضم جدل متصاعد حول اتهامات بمعاداة السامية وانقسامات داخلية تتعلق بتوجهات المؤسسة وشراكاتها الفكرية والسياسية. هذه التطورات تلقي الضوء على حالة من عدم الاستقرار داخل المؤسسة وتثير تساؤلات حول مستقبلها، خاصةً فيما يتعلق بـ السياسة الخارجية الأمريكية.

يأتي هذا التصعيد بعد مقابلة أجراها الإعلامي تاكر كارلسون مع نيك فوينتس، وهو شخصية مثيرة للجدل تتهم بمعاداة السامية، وتناولت المقابلة انتقادات للدعم الأمريكي لإسرائيل. وقد أثارت هذه المقابلة ردود فعل غاضبة داخل أوساط مؤيدي المركز، مما أدى إلى تصاعد الخلافات الداخلية والضغط على إدارة المركز لاتخاذ موقف واضح.

انقسامات داخلية في “هريتدج فاونديشن” وتأثيرها على السياسة الأمريكية

بدأت الأزمة تتفاقم بعد أن أجرى كارلسون، المذيع السابق في قناة “فوكس نيوز”، مقابلة مع فوينتس في أكتوبر الماضي. ركزت المحادثة على معارضة كليهما للدعم الأمريكي لإسرائيل، وهو موقف يختلف مع التوجه السائد لدى العديد من المحافظين الأمريكيين التقليديين، بمن فيهم الداعمون لمركز هريتدج فاونديشن. هذا التباين في وجهات النظر أثار استياءً واسعًا.

أعرب العديد من مؤيدي المركز عن قلقهم إزاء ظهور كارلسون مع فوينتس، مطالبين الإدارة باتخاذ موقف حاسم والنأي بالمركز عن شخصيات تتبنى خطابًا معادياً للسامية. يعتبر هؤلاء أن مواقف كارلسون قد تضر بسمعة المؤسسة وتؤثر على مصداقيتها في الدوائر السياسية.

في المقابل، يواصل رئيس المركز، كيفن روبرتس، إظهار دعمه لكارلسون، واصفًا إياه بأنه صديق مقرب، ورفض كارلسون بدوره الاتهامات الموجهة إليه. هذا الدعم العلني من قبل روبرتس زاد من حدة الانقسامات داخل المركز وأثار انتقادات واسعة.

ردود فعل على “التحالف المسموم”

في تسجيل مصور نُشر في 30 أكتوبر، تحدث روبرتس عن ما أسماه “تحالف مسموم” يستهدف كارلسون بسبب مقابلته مع فوينتس، معتبرًا أن الهجوم غير مبرر. لكنه قدم اعتذارًا لاحقًا عن استخدام هذا التعبير بعد أن أشار إليه زملاء يهود بأنه يحمل إيحاءات سلبية.

ومع ذلك، أكد روبرتس أنه لن يتخلى عن صداقته مع شخصيات مثل كارلسون، مما أثار المزيد من الجدل والانتقادات. هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجهها إدارة المركز في التعامل مع القضايا الحساسة المتعلقة بالمعاداة للسامية والتحالفات السياسية.

هجرة الكفاءات وتشكيل جماعات ضغط جديدة

بالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت جماعة الضغط المحافظة “أدفانسينغ أميركان فريدام” عن انضمام ثلاثة من القادة السابقين في الفرق القانونية والاقتصادية وفرق البيانات في هريتدج فاونديشن إليها، بالإضافة إلى عشرة موظفين آخرين غادروا المؤسسة مؤخرًا. هذه الهجرة الجماعية للكفاءات تشير إلى وجود حالة من الاستياء العميق داخل المركز.

تُعرف جماعة “أدفانسينغ أميركان فريدام”، بقيادة مايك بنس، نائب الرئيس السابق دونالد ترامب، بمواقفها المناهضة لحركة “لنجعل أميركا عظيمة مجددا”. هذا التحول في الولاءات السياسية يعكس التغيرات التي تشهدها الحركة المحافظة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، استقال ثلاثة من أمناء مجلس إدارة هريتدج فاونديشن منذ نوفمبر الماضي، مما يعكس عمق الانقسام داخل المؤسسة. هذه الاستقالات المتتالية تثير تساؤلات حول مستقبل المركز وقدرته على الحفاظ على تماسكه وتأثيره.

تتزامن هذه التطورات مع نقاش أوسع حول دور مراكز الفكر في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات العامة. فقدان الكفاءات وتصاعد الخلافات الداخلية قد يؤثر سلبًا على قدرة هريتدج فاونديشن على المساهمة الفعالة في هذا النقاش.

من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من التطورات في هذا الملف، بما في ذلك إعلان المركز عن خطوات جديدة لمعالجة الانقسامات الداخلية واستعادة الثقة. سيكون من المهم مراقبة ردود فعل الجهات المعنية، بما في ذلك المانحين والسياسيين، لتقييم تأثير هذه الأزمة على مستقبل هريتدج فاونديشن ودوره في المشهد السياسي الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى