لا تزال كورسك مسرح معارك ضارية بين روسيا وأوكرانيا، حيث اتهمت موسكو الأوكرانيين باستخدام أسلحة غربية لتدمير جسر فوق نهر سيم، وهددت برد قاسٍ إذا استهدفت القوات الأوكرانية محطة كورسك النووية.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لمهاجمة محطة كورسك للطاقة النووية، وتحميل موسكو المسؤولية عن هذا الاستفزاز، مشيرة إلى أن روسيا سترد رداً قاسياً في حالة وقوع مثل هذا الهجوم الذي سيؤدي إلى تلوث منطقة شاسعة حول المحطة.
كما اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ غربية لتدمير جسر فوق نهر سيم في منطقة كورسك، ما أسفر عن مقتل متطوعين كانوا يحاولون إجلاء مدنيين.
وقالت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم الخارجية الروسية: «للمرة الأولى تعرضت منطقة كورسك لقصف بقاذفات صواريخ غربية الصنع من طراز هيمارس الأمريكي على الأرجح، نتيجة للهجوم على الجسر فوق نهر سيم في منطقة جلوشكوفو، تم تدميره بالكامل، وقتل متطوعون كانوا يساعدون سكاناً مدنيين ممن جرى إجلاؤهم».
صد هجمات
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدت الجيش الأوكراني بالقرب من ثلاث بلدات في منطقة كورسك، وأن جنودها صدوا هجمات أوكرانية في اتجاه مناطق كورينفو وروسكوي وتشيركاسكوي بوريتشنوي.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها: إن قوات الجيش صدت عدة هجمات أوكرانية في منطقة كورسك، إلا أنها لم تتحدث عن استعادة أي أراض. وذكرت أن القوات الأوكرانية فشلت في محاولة للتقدم نحو قريتي كاوتشوك وأليكسييفسكي، اللتين تقعان في منتصف المسافة بين الحدود الأوكرانية، ومحطة كورسك للطاقة النووية.
إلى ذلك أفادت السلطات الأمنية الروسية، أمس، بأن أفراد مجموعة من العسكريين التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية سلموا أنفسهم في بلدة كوماروفكا، بمقاطعة كورسك.
وذكرت السلطات الأمنية في المقاطعة أن الوحدة التي استسلمت تتكون من 24 جندياً من اللواء الميكانيكي 22 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، حيث عملت بالتنسيق مع الجانب الروسي للاستسلام.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية استسلام المجموعة العسكرية الأوكرانية، وذلك من خلال تصويرها عبر طائرة مسيرة كانت تتابع تفاصيل العملية بإشراف القوات الروسية. وقال ممثل السلطات الروسية لوكالة «سبوتينك» للأنباء، إن 24 جندياً من اللواء الميكانيكي المنفصل 22 التابع للقوات الأوكرانية استسلموا بالقرب من بلدة كوماروفكا في اتجاه كورسك.
مواصلة التقدم
وأعلنت كييف عن تعزيز جيشها مواقعه في مقاطعة كورسك، وأسر المزيد من الجنود الروس.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس: إن جيش بلاده عزز مواقعه، وواصل تقدمه في كورسك. وأضاف: إن رئيس هيئة الأركان أولكسندر سيرسكي، أبلغه بأن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها وأسرت المزيد من العسكريين الروس. وأدى هجوم صاروخي روسي إلى اندلاع حريق في مدينة سومي الأوكرانية.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية: إن شخصين أصيبا في هجوم سومي، الذي ألحق أضراراً أيضاً بالسيارات والمباني المجاورة، مشيرة إلى أن الهجوم شمل صاروخ كروز إسكندر-ك، وقنبلة جوية. وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 14 طائرة روسية مسيرة ليلاً، بما في ذلك فوق منطقة كييف.
مدينة استراتيجية
في السياق أفادت تقارير صحافية غربية، أمس، بأن السلطات الأوكرانية تحث المدنيين على الفرار من أماكن وجودهم مع تقدم القوات الروسية نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، التي من شأن الاستيلاء عليها أن يعرض قدرات أوكرانيا الدفاعية للخطر.
