إسرائيل تصعّد وسط وجنوب القطاع وحصيلة القتلى إلى 21000

رغم كل الدعوات والتحذيرات الدولية من استمرار العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزة والهجوم الذي تسبّب لحدّ اليوم بمقتل ما يقارب 21000، إلا أن إسرائيل أكدت أن عملياتها قد تستمر لعدة أشهر، بالتزامن مع تعرض قطاع غزة لقصف مكثف براً وجواً وبحراً شمل جنوب القطاع ووسطه وشماله.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أمس إن الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس في غزة ستستمر على الأرجح لعدة أشهر.
وأضاف هاليفي للصحفيين، في بيان بثه التلفزيون على الحدود مع غزة: «ستستمر الحرب شهورا كثيرة وسنستخدم أساليب مختلفة للحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة». وقال هاليفي: «لا حلول سحرية ولا طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية، بل قتال حازم ومتواصل.. سننال من قيادة حماس أيضا، سواء استغرق هذا أسبوعا أو شهورا».
قصف مكثف
وذكرت تقارير إعلامية ان قصفاً إسرائيلياً استهدف جمعية الهلال الأحمر في خان يونس وألحق دماراً كبيراً بالمبنى وأضراراً جسيمة بمستشفى الأمل الطبي. فيما ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالاً.
كما شهدت الساعات الماضية، قصفاً مدفعياً مكثفاً على مناطق شرق رفح وأحياء وسط وجنوب خان يونس. وشهدت أيضاً المناطق القريبة والمحيطة بمستشفى ناصر في خان يونس، أكثر من 7 غارات جوية، وشنت الطائرات الإسرائيلية هجمات على مخيم المغازي، أسفرت عن قتلى وعدد من المنازل والبنية التحتية.
وأدت الضربات على مخيم المغازي في وسط قطاع غزة إلى سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلاً بحسب وزارة الصحة في غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه «يتحقق من الحادث». وقصفت الزوارق الحربية، منطقة غرب النصيرات، والمناطق القريبة من غرب دير البلح، فيما قصفت المدفعية مناطق شرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 20 ألفاً و915 قتيلاً و54 ألفاً و918 مصاباً، منذ 7 أكتوبر الماضي. وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة: «إن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال 24 ساعة الماضية نحو 18 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 241 قتيلاً و382 إصابة».
وأعرب عن «الخشية من أن يكون استهداف محيط مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة هو تكرار للسيناريو الذي نفذه الجيش ضد مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومستشفيات شمال القطاع».
معارك
ووقعت معارك ضارية واشتباكات عنيفة على عدة محاور تقودها فصائل فلسطينية في مخيم جباليا، ومناطق الشيخ رضوان، والزيتون، وجحر الديك بشمال قطاع غزة، حيث تم استهداف دبابتي ميركافا شرق مخيم البريج وإيقاع 8 من جنود إسرائيل بين قتيل وجريح في تفجير فتحة نفق شرق مخيم البريج.
قلق أممي
في الأثناء، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها البالغ حيال القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط قطاع غزة وحضّت القوات الإسرائيلية على اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماغانغو في بيان: «نشعر بقلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة.. يتعيّن بأن تمتثل جميع الهجمات بشكل صارم بمبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات».
منشورات
إلى ذلك، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالاً. وكتب على هذه المنشورات الحرب لم تنته بعد والعودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جداً، في خطوة لمزيد تكريس مخططاتها لتكريس التهجير القسري للفلسطينيين من منازلهم.
ورغم تراجع الحكومة الإسرائيلية، عن تصريحاتها السابقة عند بداية حربها في غزة، بشأن تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر بعد رفض حازم وغضب مصري كبير، إلا أن متابعين يرون أن السيناريو الإسرائيلي، بالتهجير القسري للفلسطينيين لايزال قائماً، بل انه يمثل هدفاً رئيسياً لإسرائيل في حربها الدائرة في غزة.