نتنياهو يشترط للانتقال إلى المرحلة الثانية ويتحدث عن القوة الدولية بغزة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن استئناف المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرتبط باستعادة جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين في القطاع. يأتي هذا التصريح في ظل استمرار التوترات بشأن تنفيذ الاتفاق، وتأخر فتح معبر رفح البري. وتتركز الجهود حاليًا على إكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تتعلق بإعادة الأسرى، بينما تتزايد الضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني في غزة.
تطورات وقف إطلاق النار في غزة واستعادة الأسرى
أشار نتنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي لم ينهِ بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، وأن العمل مستمر لاستعادة جثث الأسرى الثلاثة المتبقين. ووفقًا لتصريحاته، فإن الانتقال إلى المرحلة التالية يعتمد بشكل مباشر على الحصول على معلومات مؤكدة حول هذه الجثث. يأتي هذا في وقت تتهم فيه إسرائيل الفصائل الفلسطينية بعدم التعاون الكامل في هذا الشأن.
الخلافات حول جثث الأسرى
يذكر أن صفقة تبادل الأسرى، التي تم التوصل إليها في 10 أكتوبر الماضي، أدت إلى إطلاق سراح 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين. ومع ذلك، ادعت إسرائيل أن أحد الرفات التي تم تسليمها لا يعود لأي من أسرائها، وأن رفات آخر كانت بقايا لأسير سبق انتشالها. هذه الخلافات تزيد من تعقيد عملية استعادة الأسرى المتبقين.
بالإضافة إلى ذلك، أكد نتنياهو أن الولايات المتحدة تقترح نشر قوة دولية في غزة، لكن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن الوقت ليس مناسبًا لذلك. وفقًا لنتنياهو، فإن المهمة الأساسية لهذه القوة، كما حددها قرار مجلس الأمن الدولي وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي تفكيك حماس ونزع سلاح قطاع غزة.
معبر رفح والوضع الإنساني في غزة
وفيما يتعلق بمعبر رفح البري، صرح نتنياهو بأنه سيفتح فقط لخروج الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد الانتهاء من عملية استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين. ودعا مصر إلى السماح للفلسطينيين بمغادرة القطاع عبر المعبر. يأتي هذا في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
من جهة أخرى، يذكر أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، توقفت بعد عامين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. وقد خلفت الحرب أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء. وتقدر الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.
الخروقات الإسرائيلية وتصاعد العنف
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، تشير التقارير إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية وتصاعد العنف في غزة. فقد خلف التصعيد والخروقات الإسرائيلية أكثر من 300 شهيد منذ توقيع الاتفاق، مع استمرار سياسة هدم ونسف البيوت وإغلاق معبر رفح البري. هذه التطورات تثير قلقًا بالغًا بشأن مستقبل الهدنة والوضع الإنساني في القطاع.
أما فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، فقد ادعى نتنياهو أن التوغل الإسرائيلي في مدينة غزة كان العامل الحاسم في عملية الإفراج عن الأسرى. وأشار إلى أن المرحلة العنيفة من الحرب قد انتهت، مع إبقاء إمكانية العودة إلى القتال في أي جبهة إذا تطلبت الظروف.
الآفاق المستقبلية والخطوات القادمة
في الوقت الحالي، يتركز الاهتمام على استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وتحديدًا استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من المفاوضات والجهود الدولية للضغط على الفصائل الفلسطينية وإسرائيل للتعاون في هذا الشأن. كما ستظل الأوضاع الإنسانية في غزة محل مراقبة دقيقة، مع تزايد الدعوات لفتح معبر رفح وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة.
يبقى مستقبل وقف إطلاق النار في غزة غير مؤكد، ويتوقف على مدى قدرة الأطراف المعنية على الالتزام بالاتفاق وتنفيذ بنوده. الوضع في غزة يتطلب حلولاً مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للصراع وتضمن حقوق الفلسطينيين. استعادة الأسرى تظل أولوية قصوى لإسرائيل، بينما يركز المجتمع الدولي على تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق السلام الدائم في المنطقة. المفاوضات مستمرة، ولكن التحديات كبيرة، ويتطلب الأمر جهودًا مكثفة من جميع الأطراف لتحقيق تقدم ملموس.





