Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

هآرتس: واشنطن تعتزم تشكيل لجنة إدارة غزة خلال أسبوعين

كشفت تقارير إعلامية حديثة عن استعداد الولايات المتحدة للإعلان عن هيكل اللجنة التي ستدير قطاع غزة بشكل مؤقت، وذلك في إطار خطة الرئيس الأمريكي لإحلال السلام ووقف القتال المستمر في القطاع. وتأتي هذه الخطوة وسط جهود مكثفة لترسيخ وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، مع التركيز على مستقبل إدارة غزة بعد انتهاء الحرب.

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن مسؤولين في مركز التنسيق المدني العسكري الأمريكي، والذي يشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أطلعوا دبلوماسيين أجانب على هذه التطورات. وتشير التقديرات إلى أن الإعلان عن اللجنة ومجلس السلام المشرف عليها قد يتم خلال أسبوعين، مما يمثل تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي.

خطة الرئيس الأمريكي ومستقبل إدارة غزة

تعتمد الخطة الأمريكية على مرحلتين رئيسيتين. المرحلة الأولى، والتي تم التوصل إليها مؤقتًا، تركز على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك، تواجه هذه المرحلة تحديات مستمرة بسبب تقارير عن خروقات متكررة لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، مما يعيق الانتقال إلى المرحلة الثانية.

المرحلة الثانية، والتي تهدف اللجنة الجديدة إلى تنفيذها، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تتمتع بصلاحيات واسعة في إدارة شؤون القطاع اليومية. وستكون هذه الحكومة مكونة من تكنوقراط فلسطينيين غير منتمين لأي فصيل سياسي، بهدف ضمان الحيادية والكفاءة في تقديم الخدمات للمواطنين.

التحديات التي تواجه اللجنة الانتقالية

تتضمن خطة الإصلاحات التي يجب أن تنفذها السلطة الفلسطينية قبل تولي اللجنة مهامها، وقف دفع الرواتب للمسلحين وعائلاتهم، ومراجعة المناهج الدراسية لتتوافق مع المعايير الدولية، والتحضير لإجراء انتخابات شاملة.

إضافة إلى ذلك، يواجه تشكيل اللجنة تحديات سياسية وأمنية، خاصةً مع استمرار الخلافات حول الدور المستقبلي لحماس والسلطة الفلسطينية في إدارة غزة. إسرائيل كانت قد أعلنت سابقًا رفضها لأي دور للسلطة الفلسطينية أو حماس في إدارة القطاع بعد الحرب.

تشكيل مجلس السلام ودور توني بلير المحتمل

بالتوازي مع تشكيل اللجنة الإدارية، تقترح الخطة الأمريكية إنشاء مجلس سلام للإشراف على عمل اللجنة. ووفقًا للتقارير، سيتم هيكلة هذا المجلس بشكل هرمي، برئاسة ممثلين عن دول مختلفة، وسيكون تحت الإشراف المباشر للرئيس الأمريكي.

وتشير بعض المصادر إلى أن توني بلير، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، قد يكون مرشحًا لرئاسة مجلس السلام، إلا أن هذا الأمر لم يتم تأكيده بعد. “تشكيل مجلس السلام يعكس رغبة أمريكية في إضفاء الشرعية الدولية على أي ترتيبات مستقبلية في غزة” يرى المحللون السياسيون.

الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا بشكل مستمر، مع تقارير عن نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد استشهد أكثر من 360 فلسطينيًا وأصيب 922 شخصًا منذ بداية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بسبب الخروقات الإسرائيلية المستمرة. هذا بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع والتي يعيش فيها حوالي 2.2 مليون نسمة.

وتشكل قضية **إعادة إعمار غزة** جزءًا أساسيًا من الخطة الأمريكية، حيث تهدف إلى وضع خطة اقتصادية شاملة لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتحسين الظروف المعيشية للسكان. لكن تنفيذ هذه الخطة يتوقف على تحقيق استقرار دائم في الوضع الأمني والسياسي في القطاع.

وسلطت التقارير الضوء أيضًا على أهمية تبادل الأسرى كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تعقد حماس العديد من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وتعتبر هذه القضية حساسة للغاية بالنسبة للطرفين، وتمثل أحد العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على سير المفاوضات والتوصل إلى حل دائم. **الوضع في غزة** يتطلب تدخلًا إقليميًا ودوليًا عاجلًا.

من المرجح أن تركز الأيام القادمة على إتمام ترتيبات تشكيل اللجنة الإدارية ومجلس السلام، بالإضافة إلى استمرار الجهود الدبلوماسية لتعزيز وقف إطلاق النار وفتح معابر غزة بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، تبقى العديد من الأسئلة معلقة، بما في ذلك مدى استعداد حماس والسلطة الفلسطينية للتعاون مع اللجنة الجديدة، وكيف سيتم ضمان الحيادية والاستقلالية في عملها، وما هي الضمانات التي ستقدمها إسرائيل لضمان عدم تكرار الخروقات لوقف إطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى