هجوم مزدوج.. حركة الشباب تضرب قلب الاستخبارات الصومالية

دوى انفجار هائل عصر أمس السبت في العاصمة الصومالية مقديشو، أعقبه إطلاق نار كثيف في جوار مركز «غودكا جيلاكاو» التابع لجهاز الاستخبارات الوطني الصومالي، حيث يُجرى عادة استجواب مقاتلين من حركة الشباب المجاهدين، في هجوم تبنته الحركة لاحقاً، مما أسفر عن قتلى وجرحى ويعكس تدهور الوضع الأمني في هذا البلد الفقير بالقرن الإفريقي.
وشهدت المنطقة، القريبة من القصر الرئاسي، اقتحاماً مسلحاً بعد التفجير، حيث حاول مسلحون الاقتراب من الجناح الرئيسي للاعتقال، لكن قوات الأمن نجحت في صد الهجوم دون السماح لهم بالوصول إلى الزنازين الداخلية، مع وصول تعزيزات أمنية ثقيلة إلى الموقع.
وأفادت مصادر أمنية صومالية بأن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص، بينهم أفراد شرطة، وإصابة آخرين، مع استمرار عمليات التمشيط في حي بونديري حيث وقعت الحادثة، وسط حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين سمعوا الانفجار وشاهدوا سحباً كثيفة من الدخان.
ويُعد مركز غودكا جيلاكاو واحداً من أبرز المراكز الأمنية في مقديشو، حيث يُحتجز فيه مشتبهون بارزون بالإرهاب ومجرمون، ويُستخدم كقاعدة رئيسية لعمليات الاستخبارات ضد حركة الشباب في الجنوب والوسط الصومالي، رغم خطط سابقة في 2018 لتحويله إلى أكاديمية استخباراتية تركز على التدريب المهني وحقوق الإنسان، إلا أن أجزاء منه ما زالت تعمل كمركز احتجاز عالي المخاطر.
وبدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة الساعة 7:30 مساءً، تلته محاولة اقتحام، في سياق تكثيف عمليات الحركة ضد المؤسسات الحكومية، خصوصا بعد خسائرها في جبهات القتال الأخرى، وهو ما وصففه محللون أمنيون بأنه «رسالة» لإظهار قدرة الحركة على اختراق المناطق الأكثر تحصيناً في العاصمة، رغم الضغوط العسكرية التي تواجهها.
وتسعى حركة الشباب المجاهدين، التابعة لتنظيم القاعدة، منذ أكثر من عقد إلى إسقاط الحكومة الفيدرالية الصومالية وفرض شريعة إسلامية صارمة، وتسيطر على مناطق ريفية واسعة في الجنوب والوسط، رغم الضغوط من قوات الاتحاد الإفريقي (ATMIS) والجيش الصومالي.
وتبنت الحركة الهجوم كرابع عملية كبرى هذا العام، بعد هجمات مشابهة في كيسمايو وبيليدوين وأفغويي، وتستهدف عادة المواقع الحكومية والعسكرية لإظهار قوتها، وسط حملة عسكرية حكومية «العاصفة الصامتة» التي استعادت مدينة أوطيغلي جنوبي مقديشو صباح السبت.
أخبار ذات صلة