هل وقع ترامب في فخ بوتين؟

بعد التهديد والوعيد من الرئيس الأميركي لروسيا، عقدت لقاءات وصفت بالحاسمة في موسكو بين قيادات روسية أبرزها، الرئيس فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.
وجاءت هذه اللقاءات في خضم توتر وتصعيد متبادل بين واشنطن وموسكو، حيث قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر غواصتين نوويتين قرب الأراضي الروسية، عقب تصريحات للرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، واعتبرتها واشنطن استفزازية.
كما أمهل الرئيس الأميركي ترامب روسيا حتى الجمعة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحت طائلة التعرض لعقوبات جديدة لم يحددها، لكنها قد تتضمن رسوما جمركية كبيرة جدا ستفرض على الدول التي تشتري النفط الروسي، وأكبرها الهند والصين.
واللافت أن الحديث والتواصل بين واشنطن وموسكو لم ينقطع بسبب الحرب في أوكرانيا، رغم التهديدات المتبادلة، ويقول السفير الأميركي لدى أوكرانيا سابقا، جون هيربست إن العلاقات بين البلدين كانت سيئة حتى قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، وإن ترامب كان يحرص على إعادة إحياء هذه العلاقات، لكن جهوده لم تثمر.
ويعتقد السفير الأميركي -في حديثه لبرنامج “من واشنطن”- أن ترامب بات يرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرقل خطته لتحقيق السلام في أوكرانيا، ولذلك هو لا يتحدث الآن عن تحسين العلاقات مع روسيا ويترك ذلك لما بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.
ووفق هيربست، فمن الضروري أن يستمر الضغط الأميركي على بوتين لكي يقدم تنازلات من أجل تحقيق السلام مع أوكرانيا.
تنازلات أميركية
وقال إن الولايات المتحدة قدمت تنازلات لروسيا في الأشهر الأولى من رئاسة ترامب الثانية، تتعلق باعتراف واشنطن قانونيا بشبه جزيرة القرم وإقليم دونباس كأراض روسية، كما اقترح ويتكوف أن تساعد واشنطن في إعادة الغاز الروسي إلى الأسواق، ورغم ذلك- يواصل هيربست- لم تقنع بوتين في تقديم تنازلات وإنهاء الحرب.
ومن جهته، يرى تيم كونستانتين، وهو إعلامي أميركي مقرب من إدارة ترامب، أن لا أحد يعلم ما الذي دار بين المسؤولين الروس والمبعوث الأميركي، وبالتالي لا يعرف ماذا سيكون مصير مهلة الـ10 أيام التي حددها الرئيس الأميركي لنظيره الروسي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
ولا يستعبد الإعلامي الأميركي -وهو كاتب في صحيفة واشنطن تايمز- أن يتراجع ترامب عن تهديده بفرض عقوبات على روسيا، كما فعل في ملفات أخرى، مشيرا إلى أن بوتين نفسه لا يكترث للتهديدات الأميركية والغربية، مشيرا -في حديثه للبرنامج- أنه لا يعرف مدى تأثير العقوبات الغربية على روسيا.
وفي رده ما أوردته نيويورك تايمز بأن ترامب ينوي الاجتماع شخصيا مع بوتين الأسبوع المقبل، يشير السفير الأميركي لدى أوكرانيا سابقا إلى أن هذا الإعلان يؤكد أن بوتين حصل على ما يريده، وأن موسكو لن تتعرض لضغوط قادمة.
أما كونستانتين، فيقول إن ما أعلنته نيويورك تايمز يحمل إشارات إيجابية، لكن ترامب لا يعمل بطريقة تقليدية، وهو لم يقع في فخ بوتين، لاعتقاده أنه “بائع بارع وقادر على عقد الصفقات” وإذا التقى ببوتين شخصيا فقد يحدث فارقا في العملية، لافتا إلى أن الرئيس الأميركي غيّر تكتيكه مع نظيره الروسي بعدما ظن الأخير أن ترامب يقف إلى جانبه إثر مهاجمته سابقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
7/8/2025–|آخر تحديث: 20:30 (توقيت مكة)