واشنطن – من المقرر أن يلتقي زهران ممداني، عمدة نيويورك الجديد، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم، في لقاء يترقبه الكثيرون بعد فوز ممداني التاريخي، حيث أصبح أول عمدة مهاجر اشتراكي مسلم ينتخب في المدينة. يأتي هذا اللقاء بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إعلان فوز ممداني بنسبة 50.4% من الأصوات مقابل 41.3% لمنافسه أندرو كومو، الذي نال دعم الرئيس ترامب.
يُعد هذا اللقاء الأول وجهاً لوجه بين ممداني وترامب، ويحمل في طياته الكثير من التوقعات والتساؤلات، خاصةً مع اختلاف الأيديولوجيات السياسية بينهما. سيبدأ ممداني ممارسة مهامه بشكل رسمي في بداية العام القادم 2026، بعد أداء القسم.
خطاب عدائي متبادل وتحديات تواجه عمدة نيويورك
لم يخفِ ممداني تحديه للرئيس ترامب في خطابه الانتخابي، حيث وصف فوزه بأنه خطوة نحو إيقاف صعود التطرف اليميني. وقال في خطابه “هذه ليست فقط الطريقة التي نوقف بها ترامب، بل هي الطريقة التي نوقف بها ترامب التالي”، مخاطباً الرئيس مباشرةً “إنني أعلم أنك تشاهدني الآن، لدي أربع كلمات لك: ارفع من مستوى الصوت”.
رد ترامب على ذلك بتغريدة على منصة “تروث سوشيال” اعتبرها البعض استهزاءً، لكنه أشار إلى استعداده للمواجهة. وتأتي هذه المواجهة في وقت تشهد فيه العلاقات بين البيت الأبيض ومدينة نيويورك توتراً، خاصةً فيما يتعلق بقضايا الهجرة والتمويل الفيدرالي.
قضايا خلافية على طاولة النقاش
يشمل برنامج ممداني خططاً جريئة تهدف إلى معالجة أزمة تكاليف المعيشة في نيويورك، بما في ذلك تجميد الإيجارات وتوفير رعاية شاملة للأطفال. كما تعهد بتوفير وسائل نقل عام مجانية وتأسيس متاجر بقالة تديرها المدينة لتقديم أسعار معقولة للمواطنين.
في المقابل، حذر ترامب ناخبي نيويورك من أن فوز ممداني قد يؤدي إلى خسارة المدينة للأموال الفيدرالية. كما أعرب عن قلقه من سياسات ممداني المتعلقة بالهجرة، وهدد باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي محاولة لعرقلة عمليات الترحيل.
إضافة إلى ذلك، أثار تعهد ممداني بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حال زيارته للولايات المتحدة، جدلاً واسعاً. ويعتبر هذا التعهد بمثابة تحدٍ مباشر للسياسة الخارجية الأميركية، التي تدعم إسرائيل بقوة.
توقعات اللقاء وتأثيره على السياسات
من المتوقع أن يركز اللقاء على هذه القضايا الخلافية، وأن يشهد تبادلاً حاداً للآراء بين الطرفين. لكن بعض المحللين يرون أن هناك فرصة للتوصل إلى تفاهمات محدودة، خاصةً فيما يتعلق بقضايا البنية التحتية والاقتصاد.
يُذكر أن مدينة نيويورك تلعب دوراً حيوياً في الاقتصاد الأميركي، وأن لديها مصالح مشتركة مع الحكومة الفيدرالية في العديد من المجالات. كما أن المدينة تعتبر مركزاً ثقافياً وسياسياً مهماً، وأن قرارات عمدتها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مستوى البلاد.
الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة يضيف تعقيداً إضافياً إلى هذا اللقاء. فالرئيس ترامب يواجه تحديات كبيرة في الكونغرس، في حين أن ممداني يحظى بدعم قوي من القاعدة الديمقراطية في نيويورك.
من المنتظر أن يشكل هذا اللقاء اختباراً حقيقياً لقدرة ممداني على التفاوض مع خصومه السياسيين، وأن يحدد مسار علاقاته مع البيت الأبيض في السنوات القادمة. وسيراقب المراقبون عن كثب ردود أفعال الطرفين، وكيف ستؤثر هذه الردود على السياسات المحلية والوطنية.
الخطوة التالية ستكون أداء ممداني لقسمه في أول أيام العام القادم، ومن ثم البدء في تنفيذ برنامجه الانتخابي. يبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من تحقيق وعوده، وما إذا كان سيتمكن من التعاون مع الرئيس ترامب في بعض المجالات، أم أن الخلافات ستستمر في التصاعد.
