هما من قتلا الرهائن
الروايات الصادرة عن حكومة إسرائيل وحماس غير صادقة.
طرفان اختارا التضحية بالأبرياء لتحقيق مآرب أحزابهما، وسواء قتل الرهائن الإسرائيليون الستة على يد حماس أو جنود الاحتلال الذين اقتحموا النفق المحتجزين فيه فالنتيجة واحدة، وهي أن الأرقام التي تتراكم فوق بعضها البعض للقتلى يتحمل مسؤوليتها نتانياهو ومن معه من المتطرفين والسنوار ومن خلفه من المحرضين!
هذا قاتل يرتكب الجرائم بدم بارد، ويستخدم كل أنواع الأسلحة المدمرة، ولا يهمه أمر الرهائن، ولا تهمه في الأساس الأرواح التي تزهق نتيجة أفعاله، وخاصة إذا كان في البيت الأبيض رئيس يلقنه وزير خارجيته كيف «يبصم» على كل ما يقوله نتانياهو، حتى ولو كانت أكاذيبه صعبة التصديق، ولا يتردد في إعلان ذلك على الملأ، حتى يخرج «سوليفان» مستشار التصحيح وتعديل التصريحات ويتدارك الأمر!
وذاك، أي السنوار، لا يملك قراره، أقولها بثقة بعد كل ما رأيناه خلال الأشهر الدموية التي مرت على غزة والضفة الغربية ولبنان وحصن الحرس الثوري في طهران، ومن لا يملك القرار تختلط عليه الأمور، فالتوجيهات تأتيه من عدة جهات وأطراف، والأهداف عنده تتغير بحسب تغير مصالح الحركة أو الحزب أو الممول أو الراعي الرسمي، ومن تعددت مرجعياته تضاربت مواقفه!
وتكبر بقعة الدم، وستكبر حتى تغطي مساحات أكثر اتساعاً، وسيستمر الكذب من الطرفين، ولن تنتهي هذه المأساة قبل أن يختفي نتانياهو ويمينه المتطرف والسنوار وحركته الإخوانية، ومن لا تعجبه المساواة بين الإثنين، ويريد أن يبرئ السنوار وحماس والإخوان بتنظيمهم الفرعي داخل فلسطين والدولي المستقر في أوروبا، عليه أن يعود إلى السابع من أكتوبر وخطف المدنيين والمساومة على حياتهم، والتشدد في الشروط ليسقط المزيد من أبناء وطنه، ثم يتاجر بصورهم وأعدادهم، انتظاراً لدعم ومساندة من الذين دفعوه دفعاً للحرب غير المتكافئة، وتخلوا عنه، وما زالوا يلوحون بردود لا تنطلي على جاهل أو طفل! غزة والضفة وما يحدث لهما هي الحقيقة التي يجب أن نقف عندها.