أعلنت الهيئة العامة للطرق والنقل البري في الكويت، بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، عن افتتاح جسر جديد يهدف إلى تسهيل حركة المرور على الدائري الخامس. تم افتتاح الجسر أعلى النفق الذي يربط الجهراء بشارع دمشق، وتحديداً شمالي النفق الواقع بين منطقتي السرة وقرطبة، وذلك في تمام الساعة 12 ليلاً من يوم الثلاثاء الموافق 16 ديسمبر 2025. يهدف هذا المشروع إلى تخفيف الازدحام المروري المتزايد في المنطقة الحيوية.
حضر الافتتاح مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري المكلف، المهندس خالد ضاوي العصيمي، بالإضافة إلى فريق الإشراف على المشروع. ويأتي هذا الافتتاح ضمن سلسلة من المشاريع التي تهدف الهيئة إلى تطوير شبكة الطرق في البلاد، وتحسين تجربة التنقل للمواطنين والمقيمين. من المتوقع أن يستفيد من هذا الجسر عدد كبير من مستخدمي الطريق.
أهمية جسر الدائري الخامس وتأثيره على حركة المرور
يعتبر هذا الجسر إضافة مهمة إلى البنية التحتية للطرق في الكويت، خاصةً مع النمو السكاني والزيادة المطردة في عدد المركبات. يخدم الجسر منطقة ذات كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى كونه نقطة وصل رئيسية بين مناطق الجهراء ومدينة الكويت. وبالتالي، فإن تحسين حركة المرور في هذا الموقع له تأثير مباشر على تقليل وقت التنقل وتكاليفه.
تخفيف الازدحام المروري
لطالما عانت المنطقة الواقعة بين السرة وقرطبة من ازدحام مروري شديد، خاصةً خلال أوقات الذروة. كان النفق يمثل نقطة اختناق رئيسية، حيث يضطر السائقون إلى الانتظار لفترات طويلة للدخول إليه أو الخروج منه. يهدف الجسر الجديد إلى فصل حركة المرور القادمة من الجهراء والمتجهة إلى شارع دمشق، مما يقلل من الازدحام داخل النفق وعلى الطرق المحيطة به.
تحسين السلامة المرورية
بالإضافة إلى تخفيف الازدحام، يساهم الجسر في تحسين السلامة المرورية في المنطقة. فقد أظهرت الدراسات أن الازدحام المروري يزيد من خطر وقوع الحوادث. من خلال توفير مسار منفصل لحركة المرور، يقلل الجسر من احتمالية حدوث تصادمات واحتكاكات بين المركبات. كما أن تصميم الجسر يأخذ في الاعتبار معايير السلامة الحديثة.
أكدت الهيئة العامة للطرق والنقل البري أن المشروع تم تنفيذه وفقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة، وأن جميع الاختبارات اللازمة قد أجريت للتأكد من سلامة الجسر وقدرته على تحمل حركة المرور الكثيفة. وذكرت الهيئة أن المشروع يتماشى مع رؤية الكويت 2035، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للبلاد وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
يأتي افتتاح هذا الجسر في إطار خطة شاملة لتطوير شبكة الطرق في الكويت، والتي تشمل بناء وصيانة الطرق والجسور والأنفاق. وتولي الحكومة الكويتية اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية، إدراكًا منها لأهميتها في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي. تطوير الطرق يعتبر جزءًا أساسيًا من هذه الجهود.
بالتزامن مع افتتاح الجسر، قامت الإدارة العامة للمرور بتعديل بعض إشارات المرور في المنطقة لتسهيل حركة السير. كما تم نشر فرق مرور لتوجيه السائقين وتوفير المساعدة اللازمة. وتدعو الإدارة العامة للمرور السائقين إلى الالتزام بقواعد المرور والقيادة بحذر، خاصةً في المناطق التي تشهد أعمال تطوير.
شبكة الطرق السريعة في الكويت تخضع حاليًا لعمليات تحديث وتوسعة مستمرة، بهدف استيعاب الزيادة المتوقعة في عدد المركبات في المستقبل. وتشمل هذه العمليات إضافة حارات جديدة إلى الطرق القائمة، وبناء جسور وأنفاق جديدة، وتحسين مستوى الإضاءة والتهوية في الأنفاق. وتسعى الهيئة العامة للطرق والنقل البري إلى إنجاز هذه المشاريع في أسرع وقت ممكن، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والسلامة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تطوير نظام النقل العام في الكويت، من خلال بناء خطوط جديدة للمترو والحافلات. ويهدف هذا النظام إلى توفير بديل فعال ومستدام للسيارات الخاصة، مما يقلل من الازدحام المروري والتلوث البيئي. النقل العام يعتبر عنصرًا أساسيًا في خطط التنمية المستدامة في الكويت.
في المستقبل القريب، تخطط الهيئة العامة للطرق والنقل البري لافتتاح المزيد من المشاريع الجديدة، بما في ذلك توسعة الدائري السادس، وبناء جسر جديد على طريق الملك فهد. وتعتمد سرعة إنجاز هذه المشاريع على توفر التمويل والموارد اللازمة، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه المشاريع في الأشهر القادمة.
تبقى مراقبة تأثير هذا الجسر على تدفق حركة المرور وتقييم فعاليته على المدى الطويل أمرًا بالغ الأهمية. كما يجب متابعة أي تحديات أو مشكلات قد تنشأ، والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن. وستواصل الهيئة العامة للطرق والنقل البري جهودها لتحسين شبكة الطرق في الكويت، وتوفير تجربة تنقل آمنة ومريحة لجميع المستخدمين.
