ترامب يقرّ بتراجع نفوذ إسرائيل بأميركا ويدعو لحرب ضد “التطرف الإسلامي”

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامه الراسخ بدعم المجتمع اليهودي الأميركي، مُشدداً على الدور الكبير الذي قامت به إدارته في دعم إسرائيل وتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة. كما دعا إلى مواجهة دولية شاملة ضد ما وصفه بـ”الإرهاب الإسلامي المتطرف”، وذلك في خضمّ تزايد المخاوف بشأن الأمن ومكافحة معاداة السامية عالمياً. تأتي هذه التصريحات في أعقاب حادث إطلاق النار في سيدني خلال احتفالات عيد الأنوار (حانوكا).
وجّه ترامب انتقادات حادة لما أسماه تراجع النفوذ السياسي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، مشيراً إلى أن هذا النفوذ كان الأقوى قبل أكثر من عقد ولكنه لم يعد كذلك في الوقت الحالي. وأعرب عن قلقه من تزايد مظاهر معاداة السامية في الساحة السياسية الأميركية، وخصوصاً داخل الكونغرس، الأمر الذي يثير جدلاً واسعاً حول السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
تأثير حرب غزة على النفوذ الإسرائيلي في واشنطن
في مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أشار ترامب إلى أن الحرب في قطاع غزة قد أثرت سلبًا على مكانة إسرائيل وقدرتها على التأثير في الرأي العام وصناع القرار في واشنطن. وأوضح أن إسرائيل “قد تربح الحرب عسكريًا، لكنها تخسر معركة العلاقات العامة”، وهو ما يضر بمصالحها على المدى الطويل.
وأضاف ترامب أن إسرائيل كانت تتمتع بنفوذ استثنائي قبل 15 عامًا، وسيطرة كاملة على الكونغرس، ولكن هذا الوضع قد تغير بشكل ملحوظ. وتابع أن إدارته قدمت لإسرائيل الكثير، بما في ذلك الضربات التي استهدفت مواقع نووية في إيران خلال فترة سابقة.
دعوة لحرب دولية ضد التطرف
دعا ترامب إلى تحالف دولي قوي لمواجهة الإرهاب الإسلامي المتطرف، معتبراً أنه يمثل تهديدًا عالميًا يتطلب استجابة موحدة. وأشار إلى أن جميع الدول يجب أن تتحد في مواجهة هذا الخطر، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في هذا السياق.
وتأتي هذه الدعوة بعد أيام من مقتل 15 شخصًا في هجوم مسلح خلال احتفالات عيد الأنوار في سيدني، والذي أثار موجة إدانة واسعة النطاق. أعرب ترامب عن تعازيه للشعب الأسترالي، وخاصة المتضررين من هذا الهجوم الإرهابي.
تزايد المخاوف من معاداة السامية
أعرب ترامب عن قلقه العميق بشأن تزايد حالات معاداة السامية في مختلف أنحاء العالم، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة هذا النوع من التطرف. وأكد أن الولايات المتحدة لن تتهاون في مواجهة أي تهديد للمجتمع اليهودي.
وتشير التقارير إلى أن هناك زيادة ملحوظة في حوادث العنف والكراهية ضد اليهود في السنوات الأخيرة، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية. تتطلب هذه الظاهرة جهودًا مشتركة من الحكومات والمجتمع المدني لمواجهتها بفاعلية.
يهدف هذا التركيز على معاداة السامية، وفقاً لخبراء في السياسة الخارجية، إلى حشد الدعم السياسي لإسرائيل وتبرير مواقفها تجاه الصراعات الإقليمية. كما يُنظر إليه على أنه محاولة لاستمالة الناخبين اليهود في الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تستمر إدارة ترامب في التركيز على قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، مع إعطاء الأولوية لدعم إسرائيل وتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة. وسيكون من المهم متابعة التطورات الإقليمية والدولية، وتقييم تأثيرها على السياسات الأميركية في الشرق الأوسط. يبقى التحدي الأساسي هو تحقيق توازن بين المصالح المتنافسة، وإيجاد حلول مستدامة للصراعات القائمة، مع ضمان حماية حقوق جميع الأطراف.





