وزارة التربية والتعليم المصرية توجه المدارس بتطبيق إرشادات وقائية بسبب فيروس ماربورغ

أصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية تعليمات عاجلة للمدارس على مستوى البلاد بشأن إجراءات وقائية إضافية للحد من انتشار الأمراض الفيروسية التنفسية، مع إبراز أهمية الوقاية من فيروس ماربورغ. تأتي هذه الخطوة في ظل زيادة الحالات المصابة بالأمراض التنفسية مع بدء فصل الشتاء، على الرغم من عدم تسجيل أي إصابات مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس ماربورغ داخل مصر حتى الآن.
التعليمات، التي صدرت في 6 يناير 2024، تستهدف حماية صحة الطلاب والعاملين في المدارس، وتضمنت مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي يجب على المدارس تطبيقها بشكل فوري. هذا الإجراء الوقائي يأتي بالتزامن مع تقارير عالمية حول تفشي فيروس ماربورغ في بعض الدول الأفريقية، مما دفع السلطات المصرية لاتخاذ هذه الاحتياطات الاستباقية.
إرشادات وزارة التربية والتعليم للوقاية من فيروس ماربورغ والأمراض التنفسية
تركز الإرشادات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم على عدة جوانب رئيسية، بهدف تقليل فرص انتقال العدوى في البيئة المدرسية. وتشمل هذه الجوانب النظافة الشخصية، والتهوية، وتطهير الأسطح، بالإضافة إلى التعامل مع الحالات المشتبه بها.
النظافة والتهوية
أكدت الوزارة على أهمية توفير التهوية الجيدة في الفصول الدراسية من خلال فتح النوافذ بشكل دوري طوال اليوم الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، شددت على ضرورة عدم مشاركة الأدوات الشخصية بين الطلاب، مثل الزجاجات وأقلام الكتابة والمناشف الورقية. وتعتبر هذه الإجراءات من أهم الطرق لمنع انتشار الجراثيم والفيروسات.
إجراءات التطهير والتعامل مع الحالات المشتبه بها
يتعين على المدارس تطهير الأسطح المشتركة بشكل يومي، مع التركيز بشكل خاص على الطاولات ومقابض الأبواب وأجهزة الكمبيوتر. في حال الاشتباه بإصابة أحد الطلاب بأي مرض تنفسي، يجب على المدرسة الاتصال بأولياء الأمور فورًا لاستلامه وعزله بشكل مؤقت. ويجب أيضًا تطهير المكان الذي كان يجلس فيه الطالب، ورفع تقرير يومي للإدارة التعليمية يوضح الوضع.
أعراض تتطلب الانتباه
حددت وزارة التربية والتعليم قائمة من الأعراض التي يجب على الطلاب والعاملين في المدارس الانتباه إليها، وتشمل ارتفاعًا شديدًا في درجة الحرارة، وصداعًا مستمرًا، وآلامًا شديدة في العضلات أو البطن، بالإضافة إلى الضعف العام والإرهاق الشديدين. كما تضمنت الأعراض نزيفًا من الأنف أو اللثة، وقيئًا وإسهالًا. ووفقًا للوزارة، فإن ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي ضرورة العزل الفوري والاتصال بالجهات الصحية المختصة.
في المقابل، صرحت وزارة الصحة والسكان المصرية بأن الوضع الوبائي في البلاد مستقر، ولم يتم تسجيل أي حالات إصابة مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس ماربورغ حتى الآن. وأوضحت الوزارة أن الزيادة الحالية في حالات الإصابة بالأمراض التنفسية ترجع بشكل أساسي إلى التغيرات الجوية المصاحبة لفصل الشتاء، وتعود الأسباب الرئيسية إلى انتشار فيروس الإنفلونزا ومتحورات جديدة من فيروس كورونا المستجد (مرض كوفيد-19).
هذا التصريح من وزارة الصحة يهدف إلى طمأنة الجمهور، ويؤكد على أن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة التربية والتعليم هي إجراءات وقائية استباقية وليست رد فعل على تفشي المرض في مصر. ومع ذلك، تشدد الوزارة على ضرورة استمرار المتابعة واليقظة، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من انتشار أي أمراض تنفسية.
من الجدير بالذكر أن فيروس ماربورغ هو فيروس ينتمي إلى عائلة فيروسات فيروسات فيلو، وهو مسبب لحمى ماربورغ النزفية، وهي حالة مرضية خطيرة وشديدة العدوى. وتشمل أعراضها الحمى الشديدة، والصداع، وآلام العضلات، والقيء، والإسهال، والنزيف الداخلي والخارجي. وتتراوح نسبة الوفيات بين 24% و 88%، اعتمادًا على سلالة الفيروس وجودة الرعاية الصحية المقدمة.
الوقاية من فيروس ماربورغ تتطلب تجنب الاتصال المباشر بدم أو سوائل الجسم أو أعضاء الحيوانات المصابة (مثل الخفافيش)، وتجنب الاتصال المباشر مع أشخاص مصابين. كما تشمل الإجراءات الوقائية استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة (مثل القفازات والأقنعة والعباءات) عند التعامل مع الحالات المشتبه بها، والتخلص الآمن من النفايات الطبية.
من المقرر أن تعقد وزارة الصحة المصرية مؤتمرًا صحفيًا يوم الأحد الموافق 7 يناير 2024، يقوده وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار، للإعلان عن آخر المستجدات المتعلقة بالأمراض الفيروسية التنفسية، بما في ذلك فيروس ماربورغ. ويتوقع أن يقدم المؤتمر تقييمًا للوضع الوبائي الحالي في مصر، والإجراءات التي تتخذها الوزارة لمواجهة أي طارئ صحي.
في الختام، تبقى الوضعية الوبائية في مصر تحت المراقبة الدقيقة، مع التأكيد على أن الإجراءات الاحترازية الحالية تهدف إلى ضمان صحة وسلامة الطلاب والعاملين في المدارس. من الضروري متابعة أي تحديثات أو تعليمات إضافية تصدر عن وزارة الصحة أو وزارة التربية والتعليم، والالتزام بها بشكل كامل.





