وزير التعليم: دعم تطوير المناهج وربط الإدارات التعليمية بالمناطق واستقبال طلبات الابتعاث طوال العام
أكد وزير التعليم يوسف البنيان، استمرار الوزارة في العمليات التطويرية التي ترتكز على (المعلم والمنهج والبيئة التعليمية) بما ينعكس على مستقبل التعليم في المملكة؛ وعلى الطالب السعودي في مختلف المراحل الدراسية وصولاً إلى الجامعة؛ والتهيئة لسوق العمل، انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة -أيدها الله – لتطوير التعليم في المملكة؛ بما تتضمنه من أبعاد مستقبلية.
وبين البنيان خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الذي نظمته وزارة الإعلام اليوم في المدينة الرقمية بالرياض، بحضور وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري, لاستعراض أبرز المستجدات في قطاع التعليم، أن الوزارة تعمل على كل ما يعزز دور المعلمات والمعلمين سواء من حيث التطوير المهني والدورات التدريبية المتخصصة، أو من خلال جودة البيئة التعليمية الحاضنة والخدمات المقدمة لهم.
وأكد أنه حرصاً على اكتمال التطوير؛ عزز دور المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي ومنح المزيد من الدعم ليكون رافداً رئيسياً لبرامج تطوير المعلم وفق أحدث التوجهات العالمية، مشيراً إلى تبنى وزارة التعليم استحداث صندوق اجتماعي لمنسوبيها وعلى رأسهم المعلمين والمعلمات؛ إلى جانب اهتمامها بعمليات الكادر الإداري لتعزيز العمل المؤسسي المستدام.
وأعرب البنيان عن تهنئته لزملائيه المعلمين والمعلمات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يصادف غداً الخميس، وقال:«نهدف أن يكون هذا اليوم يوماً تعبر فيه جميع شرائح المجتمع بكافة أطيافه عن شكرهم وتقديرهم للمعلمين والمعلمات (بشكل مباشر) في مدارسهم في الأوقات المخصصة للاحتفاء بهذه المناسبة، أو عبر أي وسيلة مناسبة لإبراز دور المعلم والمعلمة»، داعيا الجميع للتفاعل مع هذه المبادرة وجعلها تقليداً سنوياً يذكرنا بفضل المعلم والمعلمة ومكانتهم.
وتطرق وزير التعليم إلى جهود الوزارة في تطوير وبناء مناهج جديدة ومتخصصة، تتماشى مع أساليب التعليم الحديثة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، تركز بالإضافة للمعرفة على الجوانب المهارية والسلوكية، ومنها مقررات عن علوم الفضاء، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي وغيرها؛ التي بدأ فعلياً تدريسها للمرحلة الثانوية مع انطلاقة العام الدراسي الجديد.
ولضمان استمرار العمل على المناهج التعليمية وفق هذا التوجه، أكد الوزير البنيان تبني الوزارة دعم مركز تطوير المناهج ليكون جهة نوعية تخدم التوجهات الوطنية في كافة المجالات العلمية؛ بإستراتيجية تتكامل فيها مساهمة القطاعات الأخرى كالثقافة والرياضة وغيرها؛ لافتاً النظر إلى أهمية هذه الخطوة في صناعة وبناء وتطوير المناهج الدراسية بإشراك الجهات الأخرى، انطلاقاً من أهمية التنوع في المصادر المعرفية والمعلوماتية.
وفيما يعنى بالبيئة التعليمة وتطويرها، في ظل الأعداد المتزايدة التي تسجلها أرقام وإحصاءات التعليم بمختلف مراحله قال البنيان: «إن وزارة التعليم تقدم خدماتها اليوم لأكثر من ستة ملايين وخمسمائة ألف طالب وطالبة في جميع المراحل الدراسية في التعليم العام؛ إلى جانب أكثر من مليون و300 ألف طالب وطالبة في التعليم الجامعي، وما يزيد عن 550 ألف معلم ومعلمة وأكثر من 70 ألف عضو هيئة تدريس في الجامعات، تحتضنهم أكثر من 31 ألف مدرسة حكومية وخاصة و29 جامعة حكومية، وأكثر من 38 جامعة وكلية أهلية»، مؤكداً أنه لتهيئة البيئة التعليمية الجاذبة والآمنة للطلاب والطالبات مع زيادة الطاقة الاستيعابية فقد أنهت الوزارة استلام 70 مبنىً ومشروعاً تعليمياً جديداً وأعــادت تأهيل وصيانة 595 مبنىً تعليمياً في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها قبل بداية العام الدراسي الحالي.
وقال وزير التعليم: «انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على إتاحة الفرصة أمام أبناء وبنات المملكة للالتحاق بالجامعات العالمية، عملت الوزارة على فتح باب استقبال طلبات التقديم طوال العام للطلبة الراغبين في الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لجميع المراحل والتخصصات، إلى جانب إضافة تخصصات نوعية تخدم توجهات رؤية المملكة 2030»، مبيناً أن الوزارة تشرف على أكثر من 52 ألف مبتعث ومبتعثه في الجامعات العالمية.
وأوضح أن التعليم السعودي سجّل نتائج متقدمة في عدد من المؤشرات الدولية، حيث تقدّم في 16 مؤشراً من مؤشرات التنافسية العالمية في قطاع التعليم (وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022)، إضافة إلى ارتفاع نتيجة المملكة في دراسة التقدم الدولي في القراءة لعام 2021م.
وتفعيلاً لتنمية رأس المال البشري، وتحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية ورؤية السعودية 2030، أشار معاليه إلى تحسن تصنيف المملكة في مؤشرات البحث العلمي، وترتيب الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية الأخيرة، بالإضافة إلى تحقيق أبناء وبنات المملكة العديد من الجوائز والإنجازات الدولية سواء طلاباً أو معلمين، حيث استطاع أبناء المملكة الحصول على ما مجموعه 141 جائزة كبرى وخاصة وميدالية وشهادة تقديرية خلال العام الدراسي الماضي في عدد المسابقات الدولية، منوهاً بجهود الشريك البارز لمؤسسة (موهبة) وما قدموه من جهود.
وأوضح وزير التعليم أن الوزارة سعت لتعزيز دور إدارات التعليم وتوفير الدعم والتمكين لها بفصل الأعمال التشغيلية والتركيز على أدوارها التعليمية، وذلك من خلال إعادة هيكلتها وربط الإدارات التعليمية في المحافظات بالإدارات العامة للتعليم بالمناطق، ليصل عدد الإدارات المرتبطة مباشرة بالوزارة إلى 16 إدارة تعليمية، بعد أن كانت 47 إدارة تعليمية.
ولتعزيز التحول الرقمي بين معاليه أن وزارة التعليم تعمل على دمج الأنظمة الإلكترونية في بوابة موحدة تتواكب مع التطور التقني الذي تشهده المملكة وتتيح التواصل بين المعلمين والمعلمات وطلبتهم، بما يخدم العملية التعليمية والإثرائية للطلاب والطالبات؛ وذلك بالتنسيق مع منظومة التحول الرقمي في المملكة.
وأضاف أنه انطلاقاً من أهمية توحيد السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالتعليم الجامعي وإقرارها يتم تعزيز دور مجلس شؤون الجامعات كمنظومة إشرافية وتشريعية متميزة لتمكين الجامعات السعودية من تحقيق أهدافها التعليمية والبحثية والمجتمعية والإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، كما تسعى الوزارة لتعزيز التواصل والتكامل ما بين التعليم العام والتعليم الجامعي والتعليم التقني والتجسير بين هذه القطاعات التعليمية؛ لتحقيق طموحات ومخرجات التعليم؛ ولذلك يتم دعم التوسع في فرص التدريب التقني والمهني وفق أفضل الممارسات العالمية من خلال تطوير نموذج عمل الشراكات الإستراتيجية وتفعيلها بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والقطاع الخاص.
فيما تعمل وزارة التعليم على زيادة فاعلية شركة كليات التميز في جذب المشغلين الدوليين لنقل الخبرة ودعم تطوير أبناء وبنات الوطن من خريجيها، إضافة إلى تعزيز دور القطاع الخاص والأهلي في مراحل التعليم العام والجامعي، وتطوير التشريعات والأنظمة التي تدعم الاستثمار في قطاع التعليم، كونه مكمّلا للقطاع العام.