وفاة 25 بغزة جراء المنخفضات بينهم 6 أطفال قضوا بردا

ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء المنخفضات الجوية التي تجتاح قطاع غزة إلى 25 شخصًا منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وتشمل الوفيات أطفالًا قضوا بسبب البرد القارس، بالإضافة إلى ضحايا انهيارات المباني والسقوط في الآبار. وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متزايدة من تدهور الأوضاع المعيشية وتأخر جهود إعادة الإعمار.
أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن الوفيات نتجت عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالطقس السيئ، بما في ذلك انهيار المباني المتضررة سابقًا من القصف الإسرائيلي، والسقوط في برك المياه المتجمعة، والتعرض للبرد الشديد. وقد أعلنت وزارة الصحة عن وفاة رضيع يبلغ من العمر شهرين متأثرًا بالبرد، ليرتفع عدد الأطفال الضحايا إلى ثلاثة. ويشير الدفاع المدني إلى أن إحصائياته تشمل جميع الضحايا، بينما تقتصر إحصاءات وزارة الصحة على الحالات التي تصل إلى المستشفيات.
تأثير المنخفضات الجوية على البنية التحتية في غزة
أدت المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة إلى انهيار 18 مبنى سكني متضررًا من القصف السابق بشكل كامل، وتعرض أكثر من 110 مبنى آخر لانهيارات جزئية خطيرة. يشكل هذا تهديدًا مباشرًا لآلاف السكان الذين يعيشون في هذه المباني أو بالقرب منها. بالإضافة إلى ذلك، تضررت بشكل كبير مخيمات النازحين، حيث طارت 90% من الخيام أو غرقت بسبب الأمطار والرياح القوية، مما أدى إلى فقدان الأسر لمأواها وممتلكاتها.
تداعيات إنسانية متزايدة
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل كبير نتيجة لهذه الكارثة. فقد فقد آلاف الأسر مأواها المؤقت وممتلكاتها، مما زاد من معاناتهم. ويجد الدفاع المدني صعوبة في تقديم المساعدة اللازمة بسبب نقص الموارد والتحديات اللوجستية. وتتطلب الأوضاع الحالية تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة، بما في ذلك المأوى والغذاء والدواء.
يجدد الدفاع المدني دعوته للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لتقديم المساعدة للسكان المتضررين، وتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية، والبدء الفوري في عمليات إعادة الإعمار وتوفير مساكن آمنة. ويؤكد على ضرورة الالتزام بتوفير المواد الغذائية والإغاثية والطبية، بالإضافة إلى توفير البيوت المتنقلة للنازحين.
يستمر قطاع غزة في التعرض لمنخفض جوي قوي لليوم الثالث على التوالي، مع تحذيرات من سقوط المزيد من الضحايا مع استمرار الظروف الجوية القاسية وأوضاع النزوح. وتتزايد المخاوف بشأن سلامة السكان، خاصةً في المناطق المتضررة من القصف السابق.
تأخر إعادة الإعمار وتأثير اتفاق وقف إطلاق النار
على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر 2025، لم تشهد الأوضاع المعيشية في غزة تحسنًا كبيرًا. ويُرجع الدفاع المدني ذلك إلى تنصل إسرائيل من التزاماتها التي نص عليها الاتفاق، بما في ذلك إدخال المواد الغذائية والإغاثية والطبية، والبيوت المتنقلة. ويؤدي هذا التأخير في إعادة الإعمار إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معاناة السكان.
يذكر أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023 واستمرت عامين، أسفرت عن مقتل أكثر من 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفًا آخرين، وتدمير 90% من البنية التحتية المدنية. وقد قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار. وتعتبر الأضرار الناجمة عن الحرب من العوامل التي ساهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية.
من المتوقع أن يستمر الطقس السيئ في التأثير على قطاع غزة خلال الأيام القادمة. وتترقب الجهات المعنية تقارير الأرصاد الجوية لتحديد مدى استمرار المنخفض الجوي وتأثيره على الأوضاع الإنسانية. كما يراقب المجتمع الدولي جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتقييم مدى التزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. ويظل الوضع في غزة هشًا ويتطلب متابعة دقيقة وجهودًا متواصلة لتخفيف معاناة السكان.





