يسرائيل هيوم: ترامب يعلن خطة اليوم التالي في غزة 15 يناير

:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيكشف عن خطته لما بعد الحرب في قطاع غزة في الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 2026، وذلك خلال محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا. تتضمن الخطة إنشاء هيئة إشراف دولية، ومن المرجح أن يرأسها ترامب نفسه، لتشرف على إعادة الإعمار والحكم في القطاع بعد انتهاء القتال. هذا الإعلان يمثل تطوراً هاماً في مساعي وضع رؤية لـ قطاع غزة بعد أشهر من الصراع.
جاء هذا الكشف بعد اجتماع مطول بين ترامب ونتنياهو، حضره أيضًا مستشارو ترامب البارزون جاريد كوشنر وستيف ويتكوف. ووفقًا لتقارير إعلامية عبرية، لم يبدِ نتنياهو اعتراضًا مباشرًا على الخطة، لكن مسؤولين دبلوماسيين نقلوا أن الأمر لا يمثل مقترحًا قابلًا للتفاوض بل “مرسومًا رئاسيًا”.
خطة ترامب لـ “اليوم التالي” في قطاع غزة
تعتمد خطة ترامب على عدد من البنود الرئيسية التي سبق الإعلان عنها في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي تشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ووقف إطلاق النار الكامل، ونزع سلاح حركة حماس بشكل نهائي. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزة، وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تدير القطاع، إلى جانب نشر قوة استقرار دولية للمساعدة في الحفاظ على الأمن.
التفاصيل الدبلوماسية والاجتماعات الأخيرة
تشير التقارير إلى أن واشنطن أبلغت إسرائيل والوسطاء أن المرحلة الثانية من خطة ترامب، والتي تتعلق بوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، ستبدأ في أوائل يناير/كانون الثاني. وتأتي هذه الخطوات في ظل نقاشات مستمرة حول شروط تبادل الأسرى، حيث تصر إسرائيل على استعادة جثث جنودها المحتجزين قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. الهدنة الحالية في غزة، والتي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، وما تزال غير مستقرة.
يبدو أن الرئيس ترامب قد يكون مستعدًا للتخفيف من بعض الشروط المتعلقة بتبادل الأسرى، حيث أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه قد لا يضع مسألة إعادة جثمان الشرطي الإسرائيلي ران غوئيلي كشرطًا أساسيًا للانتقال إلى المرحلة الثانية. ومع ذلك، يظل هذا الملف حساسًا للغاية بالنسبة لإسرائيل.
الوضع الإنساني وإعادة الإعمار
أفرزت الحرب المستمرة في غزة دماراً هائلاً في البنية التحتية، وأدت إلى نزوح جماعي للسكان. وتقدّر حصيلة الضحايا بحوالي 71 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال. لذلك، فإن عملية إعادة الإعمار ستكون معقدة وطويلة الأمد، وستتطلب دعمًا دوليًا كبيرًا.
تعتبر قضية الدعم الإنساني والإعمار من القضايا الرئيسية التي من المتوقع أن تناقشها الهيئة الدولية المقترحة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لتوفير الخدمات الأساسية للسكان المتضررين. عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى تنسيق دولي لضمان وصول المساعدات.
تداعيات الخطة وتوقعات المستقبل
تأتي خطة ترامب في وقت حرج، مع استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد المخاوف بشأن مستقبل المنطقة. الخطة قد تواجه تحديات كبيرة في التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بمسألة نزع سلاح حماس وضمان الأمن في غزة. كما أن موقف الفصائل الفلسطينية الأخرى من الخطة غير واضح حتى الآن.
من المرجح أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من المشاورات والتفاوض بين الأطراف المعنية، بهدف بلورة اتفاق نهائي يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وحلًا مستدامًا للأزمة في المنطقة. ويجب مراقبة ردود فعل الأطراف الفلسطينية تجاه هذه الخطة.
من المقرر أن يواصل نتنياهو محادثاته مع إدارة ترامب خلال زيارته الحالية لفلوريدا، والتي تركز أيضًا على قضايا أخرى مثل التهديد الإيراني والوضع في سوريا ولبنان. تبقى الرؤية النهائية لـ “اليوم التالي” في غزة غير واضحة، ولكن من المتوقع أن تشكل خطة ترامب نقطة انطلاق للمناقشات المستقبلية.
المصدر: الصحافة الإسرائيلية + وكالة الأناضول




