Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

آلية جزيئية جديدة تكشف دور استقلاب الدهون في تفاقم مرض الصدفية

توصل فريق بحثي دولي إلى اكتشاف جديد يتعلق بآلية تطور الصدفية، المرض الجلدي الالتهابي المزمن الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. أظهرت الدراسة أن بروتينًا معينًا يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم الالتهاب المصاحب للمرض، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر استهدافًا وفعالية. وقد نشرت نتائج هذا البحث في مجلة علمية مرموقة، مما يضفي عليها مصداقية عالية.

وقد أجريت الدراسة بشكل تعاوني بين باحثين من جامعة فيينا الطبية ومركز أبحاث السرطان التابع لها. وتأتي هذه النتائج لتلقي الضوء على جوانب جديدة في فهم الصدفية، تتجاوز الاعتقاد السائد بأنها مجرد خلل في الجهاز المناعي. وتشير إلى دور مهم لعملية التمثيل الغذائي للدهون في تطور المرض.

آلية جديدة لتطور الصدفية: دور FABP5 وموت الخلايا الحديدي

ركز البحث على بروتين FABP5، وهو بروتين رابط للأحماض الدهنية، ودوره في تحفيز عملية تسمى “موت الخلايا الحديدي”. هذه العملية، وهي أحد أشكال موت الخلايا المبرمج، تؤدي إلى إطلاق مواد تزيد من الالتهاب في الجلد. وفقًا للباحثين، فإن هذا النوع من الموت الخلوي يساهم بشكل كبير في الأعراض المميزة للمرض.

الخلل في استقلاب الدهون وعلاقته بالصدفية

أظهرت التحاليل المخبرية أن عينات الجلد المأخوذة من مرضى الصدفية تحتوي على مستويات عالية من بروتين FABP5، بينما تنخفض مستويات إنزيم GPX4، الذي يحمي الخلايا من هذا النوع من الموت. هذا الخلل في التوازن يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي تسبب التغيرات الجلدية المرتبطة بالمرض.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن تثبيط عمل بروتين FABP5 أدى إلى تحسن ملحوظ في حالة الجلد لدى النماذج الحيوانية المستخدمة في البحث. وهذا يشير إلى أن استهداف هذا البروتين قد يكون استراتيجية علاجية واعدة.

تداعيات الاكتشاف على علاج الصدفية

لطالما كان علاج الصدفية يرتكز على تثبيط الجهاز المناعي، وهو نهج فعال للعديد من المرضى. ومع ذلك، لا يستجيب البعض الآخر لهذه العلاجات بشكل كافٍ، مما يستدعي البحث عن خيارات علاجية جديدة.

يرى الباحثون أن بروتين FABP5 قد يكون بمثابة “علامة بيولوجية” (biomarker) لتحديد المرضى الذين قد يستفيدون بشكل خاص من العلاجات التي تستهدف عملية التمثيل الغذائي للدهون أو موت الخلايا الحديدي. هذا النهج قد يسمح بتخصيص العلاج لكل مريض على حدة، مما يزيد من فرص النجاح ويقلل من الآثار الجانبية.

كما أن هذا الاكتشاف يعزز الفهم المتزايد للصلة بين الصدفية وأمراض التمثيل الغذائي الأخرى، مثل السمنة وداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. تشير الدراسات إلى أن المرضى المصابين بالصدفية يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، مما يوحي بوجود آليات بيولوجية مشتركة.

وتشير الأبحاث إلى أن الالتهاب المزمن، وهو سمة رئيسية في الصدفية، يلعب دورًا في تطور هذه الأمراض المصاحبة. لذلك، فإن استهداف الالتهاب قد يكون له فوائد صحية تتجاوز مجرد تحسين حالة الجلد.

الخطوات المستقبلية والآفاق البحثية

أكد الباحثون على الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتحديد أفضل الطرق لاستهداف بروتين FABP5 أو عملية موت الخلايا الحديدي في علاج الصدفية. تشمل الخطوات التالية تطوير أدوية جديدة تستهدف هذا البروتين، وإجراء تجارب سريرية لتقييم فعاليتها وسلامتها.

من المتوقع أن تستغرق هذه العملية عدة سنوات، ولكنها تمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية لهذا المرض الجلدي الشائع. كما أن فهم العلاقة بين استقلاب الدهون والالتهاب قد يفتح الباب أمام اكتشافات جديدة في مجال علاج الأمراض الالتهابية المزمنة الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، يخطط الباحثون لاستكشاف دور FABP5 في أنواع أخرى من الأمراض الجلدية الالتهابية، مثل الأكزيما والذئبة الحمامية. هذا قد يساعد في تحديد أهداف علاجية جديدة لهذه الحالات أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى