أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية والحل الإسلامي
هزت الأزمات الاقتصادية الكبرى الاقتصاد العالمي على مدى العقود الأخيرة، مما تسبب في أضرار جسيمة في جميع أنحاء العالم. من المهم دراسة أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية وكيف يمكن للتمويل الإسلامي أن يزرع قدرًا أكبر من المرونة.
أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية
أدت مجموعة من العوامل إلى اندلاع الأزمة المالية العالمية التي اندلعت في عام 2008 وتحولت إلى الركود العظيم، إليك أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية:
– سبب الأزمة الاقتصادية العالمية الأول هو الإفراط في الإقراض من قبل المصارف والمؤسسات المالية، ولا سيما في القطاع العقاري، دون أصول أو ضمانات أساسية كافية. تم منح القروض بحرية بأسعار فائدة منخفضة للغاية للمقترضين ذوي المخاطر العالية. أدى هذا إلى تضخيم فقاعة الإسكان الضخمة.
– انتشار المضاربة في الأسواق المالية والعقارية من خلال أدوات معقدة ومحفوفة بالمخاطر مثل الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، والتزامات الديون المضمونة، ومبادلات العجز عن سداد الائتمان، والمشتقات. أدى هذا إلى تضخيم التعرض للمخاطر بشكل كبير عبر النظام.
– انعدام الرقابة وضعف اللوائح التي تحكم تداول المنتجات المالية المعقدة مثل المشتقات، مما سمح بتراكم رافعة مالية ضخمة غير مضبوطة.
– سوء إدارة المخاطر ومستويات الرافعة المالية غير المنضبطة في البنوك والمؤسسات المالية الأخرى. هذا جعل النظام هشًا للغاية.
– نشأت الأزمة في سوق الإسكان المحموم في الولايات المتحدة بسبب انفجار فقاعة الرهن العقاري الثانوي. لكنها سرعان ما انتشرت عالميًا بسبب الأنظمة المالية الحديثة المترابطة للغاية.
– إن تركيز النموذج الاقتصادي الرأسمالي على تحفيز الإنفاق الاستهلاكي وخلق الطلب المصطنع جعل الاقتصاد العالمي عرضة للانكماش. واستخدمت الديون والروافع المالية بتهور لتغذية النمو.
– فشل المنظمون وصانعو السياسات في فهم المخاطر النظامية والتخفيف من حدتها. كما لم تقم وكالات التصنيف بتقييم دقيق لمخاطر المنتجات المضمونة المعقدة.
الأزمة الاقتصادية العالمية
فقد تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في هبوط أسعار الأصول، وتجمد أسواق الائتمان، وانهيار البنوك الكبرى أو احتياجها إلى عمليات إنقاذ هائلة ممولة من دافعي الضرائب. هبطت أسواق الأسهم بشكل حاد في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تدمير تريليونات من حسابات الثروة والتقاعد. فقد توقف الإقراض، وانخفض الإنفاق الاستهلاكي بشكل حاد، وارتفعت معدلات البطالة إلى عنان السماء، ودخلت الاقتصادات المتقدمة الكبرى في ركود عميق. كشفت الأزمة عن نقاط ضعف أساسية في النظام المالي الرأسمالي التقليدي.
التمويل الإسلامي كحل
كنظام مالي بديل، فإن التمويل الإسلامي في وضع أفضل لمنع مثل هذه الأزمات الضارة والتعامل مع تداعياتها بسبب استقراره المتأصل ومبادئ تقاسم المخاطر:
– تعتمد الخدمات المصرفية الإسلامية على أنماط التمويل المدعومة بالأصول وتقاسم المخاطر. وهذا يحول دون الإفراط في خلق الديون والمضاربة.
– نماذج مثل المرابحة والمضاربة والمشاركة والإجارة تتجنب الفائدة (الربا) وعدم اليقين الزائد (الغرر) المحرمة بموجب الشريعة الإسلامية.
– تحتفظ البنوك الإسلامية باحتياطيات رأسمالية أعلى لأنها تعامل المودعين كمستثمرين أكثر من كونهم مقرضين. هيكل الميزانية العمومية هذا يولد الاستقرار.
– في الأزمات، تسمح الأدوات الإسلامية مثل القرض الحسن (القروض الخيرية) للبنوك بدعم المجتمعات المتضررة. مساهمات الزكاة تساعد أيضًا المحرومين.
– يعمل نموذج تقاسم الأرباح والخسائر المتوافق مع الشريعة الإسلامية على مواءمة مصالح التمويل والاقتصاد الحقيقي بشكل أوثق. هذا يعزز الاستقرار.
– يؤكد التمويل الإسلامي على الاستثمار الأخلاقي والمسؤول اجتماعيا، والذي يمكن أن يقلل من التقلبات ويبني المرونة.
استنتاج
وباختصار، كان الإفراط في خلق الديون والمضاربة دون أصول فعلية من أهم أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية. وبفضل نموذجه القائم على الأصول ومنخفض الرافعة المالية ومبادئه المسؤولة اجتماعيا، يمكن للتمويل الإسلامي أن يساعد في تجنب مثل هذه التقلبات ورعاية اقتصاد يركز على النمو الحقيقي والأخلاقي.