31/1/2025–|آخر تحديث: 31/1/202509:42 م (توقيت مكة)
كشفت وكالة “أسوشيتد برس”، نقلا عن مسؤولين عراقيين وأميركيين، أن الفصائل العراقية المسلحة المتحالفة مع إيران بدأت تعيد النظر في مطالبتها بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وذلك بعد سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وكانت الفصائل السياسية والمسلحة الموالية لإيران، خاصة الإطار التنسيقي الشيعي، من بين أكثر الجهات التي طالبت بإخراج القوات الأميركية من العراق، خصوصا بعد دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
لكن التطورات في سوريا غيّرت الحسابات، حيث تخشى الفصائل العراقية من أن يؤدي انهيار النظام السوري إلى خلق بيئة خصبة لعودة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما قد يشكل تهديدا مباشرا على العراق.
وقال مسؤول في الإطار التنسيقي الشيعي “معظم قادة الإطار الآن يؤيدون بقاء القوات الأميركية في العراق، لأنهم يخشون من أن يستغل داعش الفوضى في سوريا لإعادة تنظيم نفسه، مما قد يهدد الأمن الداخلي في العراق”.
مخاوف أمنية
وكشف مسؤول كبير في جهاز الأمن الوطني العراقي أن وكالته قدمت تقريرا للحكومة يوصي بعدم المطالبة حاليا بانسحاب القوات الأميركية، نظرا لعدم استقرار الوضع في سوريا والمخاوف المتزايدة من أن يعيد تنظيم الدولة الإسلامية بناء نفسه في ظل الفراغ الأمني هناك.
كما أضاف المسؤؤل أن الدعوات السابقة لخروج القوات الأميركية بدأت تتلاشى داخل الدوائر السياسية والأمنية العراقية، متوقعا أن يتم تأجيل الانسحاب إلى أجل غير مسمى، على الرغم من الاتفاق المعلن مسبقا لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2025.
من جانبه، قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع إن مسؤولين عراقيين طلبوا بشكل غير رسمي تأجيل إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، موضحا أن “هناك قلق مشروع من أن يستغل داعش الفوضى في سوريا، خاصة مع وجود مخزونات ضخمة من الأسلحة التي تركها جيش النظام السوري السابق”.
وأكد المسؤول الأميركي أن الوضع الحالي لا يشير إلى عودة فورية لتنظيم الدولة الإسلامية، لكنه لم يستبعد أن يحدث ذلك إذا استمر الفراغ الأمني في سوريا.
ولم تصدر حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أي موقف رسمي بشأن احتمال تمديد بقاء القوات الأميركية. وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، اليوم الجمعة إن “الإطارات الزمنية بين العراق والتحالف الدولي لم تتغير، والاجتماعات بين الطرفين مستمرة.”
لكن مصادر مطلعة تشير إلى أن السوداني قد يواجه صعوبة في إعلان أي قرار علني بتأجيل الانسحاب، خوفا من أن يُصور من قبل خصومه على أنه تراجع عن وعوده السابقة بإخراج القوات الأميركية.
