أطلقت هيئة السياحة التايلندية حملة ترويجية عالمية جديدة في الكويت، تركز على تعزيز السياحة في تايلند كوجهة رئيسية للرفاهية والعلاج، وذلك خلال النسخة الثالثة من ملتقى التجارة الفاخرة في الشرق الأوسط 2025. تهدف الحملة، التي تحمل عنوان «تجارب لا تنسى.. التعافي هو الرفاهية الجديدة»، إلى جذب المزيد من السياح الكويتيين، خاصةً في قطاعات السياحة العلاجية والعائلية، والاستفادة من النمو المتزايد في هذا السوق. الحدث شهد مشاركة واسعة من الشركات التايلندية والكويتية المتخصصة في هذا المجال.
شارك في الملتقى ممثلون عن 18 من كبار مزودي السياحة الفاخرة في تايلند وأكثر من 70 شركة كويتية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز التعاون السياحي بين البلدين. وقد عقد الملتقى في الكويت خلال الفترة الحالية، مما يؤكد على أهمية السوق الكويتي بالنسبة لتايلند. يهدف هذا التعاون إلى تقديم عروض سياحية متخصصة تلبي احتياجات المسافر الكويتي.
أهمية السوق الكويتي لـ السياحة في تايلند
أكدت تاباني كياتفايفول، محافظ هيئة السياحة التايلندية، أن الكويت تعتبر من أهم الأسواق الخليجية لتعزيز السياحة، وذلك بفضل الولاء المتزايد للسياح الكويتيين للوجهات التايلندية. وأشارت إلى أن السائح الكويتي يولي اهتماماً خاصاً بالخصوصية والخدمات الراقية، بالإضافة إلى البرامج الصحية والفلل الخاصة، مما يجعل تايلند وجهة مثالية لهم. هذا التوجه يتوافق مع رؤية تايلند لتطوير قطاع السياحة العلاجية.
النمو في أعداد السياح الكويتيين
سجلت أعداد السياح الكويتيين المتوجهين إلى تايلند نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. فقد استقبلت تايلند في عام 2024 حوالي 90.949 سائحاً كويتياً، بزيادة قدرها 15% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات هيئة السياحة التايلندية. وقد بلغت الإيرادات السياحية من الزوار الكويتيين 9.67 مليارات بات تايلندي.
وتتوقع الهيئة استمرار هذا النمو، حيث تسعى إلى استقبال 100 ألف سائح كويتي في عام 2025، و150 ألفاً بحلول عام 2026. يعزى هذا التوقع إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الكويت وبانكوك، والطلب المتزايد على المنتجعات الخاصة والمرافق الملائمة للمسلمين. هذه التطورات تعزز مكانة تايلند كوجهة سياحية مفضلة للعائلات الخليجية.
تسهيل إجراءات السفر
في خطوة تهدف إلى تسهيل السفر للمواطنين الكويتيين، أطلقت سفارة تايلند في الكويت نظام التأشيرة الإلكترونية هذا العام. وقالت القائم بالأعمال في السفارة، أورايوان كورتو، إن هذا النظام يهدف إلى تبسيط عملية الحصول على التأشيرة وتقليل الإجراءات الروتينية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حالياً 12 مطعماً تايلندياً في الكويت، مما يعكس التبادل الثقافي بين البلدين.
وأضافت كورتو أن العلاقات بين الكويت وتايلند تمتد لأكثر من ستة عقود، وشهدت تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة. وأشارت إلى أن عدد الزوار الكويتيين إلى تايلند ارتفع من 80 ألفاً في عام 2023 إلى أكثر من 96 ألفاً في عام 2024، مما يدل على تنامي الثقة والارتباط بين الشعبين. هذا النمو يعكس أيضاً الجهود المشتركة لتعزيز التعاون السياحي.
تطورات في قطاع السفر الجوي
تلعب الخطوط الجوية الكويتية دوراً مهماً في تسهيل حركة السياح بين الكويت وتايلند. حيث تسير الشركة 7 رحلات أسبوعياً بين المدينتين خلال فصل الصيف، وتزيد إلى 11 رحلة في فصل الشتاء، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على السفر. هذه الزيادة في عدد الرحلات تساهم في تعزيز السياحة وتسهيل وصول السياح الكويتيين إلى تايلند.
بالإضافة إلى ذلك، يفضل السائح الكويتي الإقامة في فنادق الخمس نجوم والفلل الفاخرة المجهزة بمطابخ حلال وغرف صلاة وخدمات عربية، مما يعكس أهمية توفير خدمات مخصصة تلبي احتياجاتهم الثقافية والدينية. هذا التوجه يشجع الفنادق والمنتجعات التايلندية على تطوير خدماتها لتلبية هذه المتطلبات.
من المتوقع أن تستمر هيئة السياحة التايلندية في تنفيذ المزيد من المبادرات والبرامج الترويجية في الكويت، بهدف زيادة الوعي بالوجهات السياحية التايلندية وتعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للسياح الكويتيين. وستراقب الهيئة عن كثب تطورات قطاع السياحة، بما في ذلك التغيرات في تفضيلات المسافرين والظروف الاقتصادية، لضمان استمرار النمو في هذا القطاع. سيتم تقييم نتائج الحملة الجديدة في الربع الأول من عام 2026 لتحديد مدى فعاليتها وتوجيه الجهود المستقبلية.
