ألم العانة أو الفتق الرياضي.. لماذا يضرب اللاعبين الشباب وكيف يمكن علاجه؟

برز في الآونة الأخيرة نوع من الإصابات يصيب اللاعبين الشباب في كرة القدم، يمكن اعتباره حديثًا نسبيًا، وهو ألم العانة أو ما يُعرف بالفتق الرياضي. وقد أصاب هذا النوع من الإصابات ثلاثة من أبرز اللاعبين الشباب في الدوري الإسباني، وهم لامين جمال نجم برشلونة، ونيكو وليامز لاعب أتلتيك بيلباو، وفرانكو ماستانتونو لاعب ريال مدريد.
تزايد القلق حول سبب هذه الإصابة ومدى خطورتها، خاصة أنها طالت اللاعبين الثلاثة في أوقات متقاربة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من بداية الموسم الجديد. بدأت الإصابات مع نيكو وليامز، تلاه لامين جمال، وكان ماستانتونو آخر من تأثر بها.
ألم العانة “الفتق الرياضي”: الأسباب والانتشار بين اللاعبين الشباب
يُعتبر الفتق الرياضي إصابة حديثة نسبيًا في عالم كرة القدم. ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن من أبرز أسباب حدوثها طرق الإعداد البدني المختلفة والمتباينة. وقد انتشرت هذه الإصابة بين بعض اللاعبين الشباب، مثل لامين جمال وماستانتونو ونيكو وليامز، نتيجة تعرض أجسامهم لمجهود بدني يتجاوز قدرتهم على التحمل قبل اكتمال نمو العضلات.
ويرتبط ذلك أيضًا بجدول المباريات المزدحم في كرة القدم الحديثة، حيث يُطلب من اللاعبين المشاركة في العديد من المباريات في بطولات مختلفة مثل الدوري المحلي والبطولات القارية، بالإضافة إلى التزاماتهم مع المنتخبات الوطنية، مما يجعل فترات الراحة والتمارين التأهيلية محدودة للغاية.
تأثير الإصابة على مستوى اللاعبين
تسبب هذه الإصابة في آلام مستمرة وانزعاج في منطقة العانة والفخذ، مما يحد من قدرة اللاعب على تقديم أفضل أداء له بنسبة 50%، وفقًا للطبيب الإسباني بيدرو لويس ريبول. وأوضح ريبول أن الألم يقلل من قدرة اللاعب على الحركة والتسديد بشكل كبير.
وصرح ريبول أن الإصابة لا تمنع اللاعب من اللعب، لكنها تجعله شخصًا مختلفًا تمامًا: أبطأ، أقل تفاعلًا، وأقل قدرة وثقة على التسديد، لأن العضلات المصابة هي نفسها التي تُستخدم في هذه الحركة.
طرق العلاج من ألم العانة
في السابق، كان يتم التعامل مع هذه الإصابة عبر إجراء عملية جراحية، لكن في الوقت الحالي، تراجع هذا الأسلوب بسبب حاجته إلى وقت أطول للتعافي. وبحسب صحيفة “إلموندو” الإسبانية، هناك طريقتان للتعامل مع هذه الإصابة الآن. الأولى تُعرف بتقنية “الراديو فركوينسي”، التي تقوم على تطبيق موجات كهرومغناطيسية لتوليد حرارة مسيطرة عليها في الأنسجة المصابة بهدف تقليل الألم والالتهاب وتسريع التجدد.
وفي حالات أخرى، يتم الجمع بين العلاج الطبيعي والعمل العضلي النشط والإبر الجافة، وهو ما تم اتباعه في حالتي ماستانتونو ونيكو وليامز. يُطلق على هذه الطرق اسم “العلاجات التحفظية” لأنها تهدف إلى تجنب العملية الجراحية.
خلافات بين الأندية والمنتخبات حول الاستفادة من اللاعبين
أثارت هذه الإصابات توترًا بين الأندية والاتحادات الوطنية بشأن مشاركة هؤلاء اللاعبين مع المنتخبات. وكان آخرها الخلاف بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم. ورغم ذلك، يدافع كل طرف عن حقه في الاستفادة من خدمات هؤلاء اللاعبين.
وقد استُبعد لامين جمال من تشكيلة منتخب إسبانيا بعد خضوعه لتدخل طبي “مفاجئ”، وهو ما أثار غضب الاتحاد الإسباني. وفي المقابل، لم يظهر اسم ماستانتونو في قائمة منتخب الأرجنتين بسبب معاناته من نفس إصابة لامين، دون أن يتسبب ذلك في أزمة بين مسؤولي “التانغو” وناديه ريال مدريد.
من المتوقع أن يستمر الجدل حول مشاركة اللاعبين المصابين مع منتخباتهم الوطنية، مع استمرار الأندية في المطالبة بحماية لاعبيها وعدم تعريضهم لإصابات إضافية. وفي الوقت نفسه، سيظل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحادات الوطنية مصرة على الاستفادة من خدمات أفضل اللاعبين في بطولاتهم.





