أعلنت الأمانة العامة للأوقاف في الكويت أمس الأربعاء أسماء الفائزين في مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده في دورتها الثامنة والعشرين، وذلك تحت رعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح. وقد شهدت المسابقة مشاركة واسعة النطاق من مختلف الفئات العمرية والجنسيات، مما يؤكد مكانة الكويت كمركز للإسلام والقرآن الكريم.
جاء الإعلان عن الفائزين خلال مؤتمر صحفي عقدته الأمانة العامة للأوقاف، حيث تم تكريم المتسابقين المتميزين في مختلف فروع المسابقة. وقد بلغ عدد المشاركين الإجمالي هذا العام 3417 متسابقًا ومتسابقة، موزعين بين 1761 من الإناث و1656 من الذكور، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالقرآن الكريم في المجتمع الكويتي.
أهمية مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده
تعتبر مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده من أبرز المسابقات القرآنية في المنطقة، حيث تقام سنويًا منذ عام 1996. تهدف المسابقة إلى تشجيع حفظ وتجويد القرآن الكريم، وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المسابقة إلى اكتشاف المواهب القرآنية الشابة ودعمها.
تطور المسابقة عبر السنين
منذ انطلاقها في عام 1996، شارك في المسابقة قرابة 50 ألف متسابق ومتسابقة من مختلف شرائح المجتمع الكويتي. وقد شهدت المسابقة تطورًا ملحوظًا في عدد المشاركين ومستوى الأداء، مما يعكس الجهود المبذولة من قبل الأمانة العامة للأوقاف والجهات المشاركة. وتشمل الجهات المشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى المراكز الإسلامية والمدارس.
أشار رئيس اللجنة الدائمة للمسابقة، عبدالرحمن الحشاش، إلى أن عدد الجهات المشاركة هذا العام بلغ 54 جهة. هذا التنوع في المشاركة يعزز من انتشار المسابقة وتأثيرها الإيجابي على المجتمع.
فئات المشاركة والنتائج
شملت المسابقة فئات متنوعة من المشاركين، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة ونزلاء المؤسسات الإصلاحية ودور الرعاية الاجتماعية. وقد بلغ عدد الفائزين من هذه الفئات 51 متسابقًا ومتسابقة، مما يؤكد على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في المسابقة.
من أبرز النتائج اللافتة للنظر، فوز متسابق يبلغ من العمر أربعة أعوام، مما يدل على أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة لا تعوقهما القيود العمرية. هذا الفوز يمثل مصدر إلهام للجميع، ويشجع على الاستثمار في تعليم القرآن الكريم للأطفال.
دور الأوقاف في دعم القرآن الكريم
تولي الأمانة العامة للأوقاف في الكويت اهتمامًا بالغًا بالقرآن الكريم وعلومه، وتسعى جاهدة إلى دعم حفظه وتجويده. وتشمل جهود الأوقاف في هذا المجال تنظيم المسابقات القرآنية، ودعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتوفير الكتب والمصادر التعليمية اللازمة.
صرحت الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بالتكليف، جنان الزامل، بأن المسابقة تأتي في إطار رؤية الأمانة لدعم القرآن الكريم وتعزيز مكانته في المجتمع. وأضافت أن الأوقاف تعمل على تطوير المسابقة باستمرار، لتلبية احتياجات المشاركين وتحقيق أهدافها المنشودة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى الأوقاف إلى نشر الوعي بأهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، وتشجيعهم على قراءته وتدبره. وتقوم الأوقاف بتنظيم العديد من المحاضرات والندوات والورش التدريبية في هذا المجال.
وتشمل جهود الأوقاف أيضًا دعم المشاريع القرآنية المختلفة، مثل طباعة المصاحف وتوزيعها، وإنشاء المكتبات القرآنية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للمتخصصين في علوم القرآن الكريم.
في سياق متصل، تشهد الكويت اهتمامًا متزايدًا بالتعليم القرآني، حيث تنتشر مراكز تحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق البلاد. وتقدم هذه المراكز برامج تعليمية متنوعة، تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية.
من المتوقع أن تعلن الأمانة العامة للأوقاف عن تفاصيل الدورة التاسعة والعشرين من مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده في وقت لاحق من هذا العام. ومن المنتظر أن تشهد الدورة المقبلة المزيد من المشاركين والمواهب القرآنية، مما يعزز من مكانة المسابقة كأحد أبرز الفعاليات القرآنية في المنطقة. وستركز الأوقاف على تطوير آليات التقييم وتوسيع نطاق المسابقة لتشمل فئات جديدة من المشاركين.
