أميركا تهاجم مواقع لتنظيم الدولة بسوريا وتطلق عملية “عين الصقر”

أعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة، عن شن عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ردًا على الهجوم الذي وقع في مدينة تدمر قبل أيام وأسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين. وتأتي هذه العملية العسكرية المكثفة، والتي أطلق عليها اسم “عين الصقر”، في إطار جهود مستمرة لمكافحة تنظيم الدولة وتصعيد الرد على التهديدات المتزايدة التي يمثلها في المنطقة.
أفاد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بأن العملية تهدف إلى استهداف مقاتلي تنظيم الدولة وبنيتهم التحتية ومخازن الأسلحة في سوريا. كما صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن الضربات ستكون قوية جدًا، مؤكدًا أن بلاده لن تتوانى في الدفاع عن شعبها.
الضربات العسكرية وتفاصيل العملية
بدأت القوات الأمريكية في تنفيذ غارات جوية مكثفة على عدة مواقع تابعة لتنظيم الدولة في وسط وشمال شرق سوريا. وذكرت مصادر أمنية سورية أن القصف تركز بشكل خاص في منطقة بادية حمص، بالإضافة إلى ريفي دير الزور والرقة. وتشير التقارير الأولية إلى أن العملية تسببت في خسائر مادية وبشرية في صفوف التنظيم.
استخدام الأسلحة والمعدات
أكدت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات في العملية، بما في ذلك مقاتلات “إف 15” و”إيه 10″، بالإضافة إلى مروحيات أباتشي وصواريخ هيمارس. وتشير هذه الأدوات إلى طبيعة العملية واسعة النطاق وقدرتها على الوصول إلى أهداف متعددة.
الدعم الإقليمي
أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية عن دعم القوات الأردنية للعمليات الجوية، حيث شاركت طائرات مقاتلة أردنية في الضربات على مواقع تنظيم الدولة. ويعكس هذا التعاون الإقليمي التزامًا مشتركًا بمكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية التي تمثلها الجماعات المتطرفة. كما أشارت القيادة الوسطى إلى التعاون مع الشركاء المحليين في سوريا لتنفيذ أكثر من 80 عملية خلال الأشهر الماضية.
خلفية هجوم تدمر
يأتي هذا الرد العسكري بعد أيام من الهجوم الذي استهدف جنودًا أمريكيين بالقرب من مدينة تدمر، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين. وقد أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجوم، مؤكدًا استمراره في استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الغضب والانتقادات في الولايات المتحدة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التنظيم. هذا الهجوم يمثل تصعيدًا في العمليات الإرهابية التي يشهدها وسط سوريا.
ردود الفعل السورية والإقليمية
أكدت وزارة الخارجية السورية التزام دمشق بمكافحة تنظيم الدولة، معربة عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي. وأشارت الوزارة إلى أن سوريا ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في جميع المناطق التي يهددها. من جهتها، أعربت دول إقليمية عن دعمها للعمليات العسكرية ضد التنظيم، مؤكدة ضرورة القضاء على جذور الإرهاب في المنطقة.
المستقبل المحتمل للعمليات
تشير التقديرات إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة في سوريا قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر. وتعتمد مدة العملية على عدة عوامل، بما في ذلك قدرة التنظيم على التكيف والتخفي، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والإقليمي المتاح للتحالف الدولي. وسيتطلب القضاء على تنظيم الدولة نهائيًا جهودًا مستدامة وتعاونًا فعالًا بين جميع الأطراف المعنية، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى التطرف والعنف. من المرجح أن يراقب المحللون عن كثب التطورات على الأرض وتقييم فعالية الرد الأمريكي في تحقيق أهدافه المعلنة.
في الوقت الحالي، من المتوقع استمرار القوات الأمريكية وحلفائها في تنفيذ المزيد من العمليات الدقيقة لاستهداف قيادات تنظيم الدولة وتعطيل شبكاتهم. كما من الضروري مراقبة ردود فعل التنظيم على هذه الضربات وتأثيرها على قدرته على شن هجمات مستقبلية. وسيكون من المهم أيضًا تقييم مدى التزام الأطراف الإقليمية بتقديم الدعم اللازم للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في سوريا.





