«أم سالم» يدخل مرحلة المونتاج بعد انتهاء التصوير

أعلن فريق عمل الفيلم العراقي الإيراني المشترك “أم سالم” عن الانتهاء من مرحلة التصوير والدخول في المونتاج. الفيلم، الذي يركز على دور المرأة في الأزمات، تم تصويره بالكامل في قرية “عليه السلام مبعوثة الكبيرة” ويعد من أبرز الإنتاجات السينمائية المنتظرة هذا العام. العمل يمثل تعاونًا فنيًا هامًا بين العراق وإيران، ويطرح قضايا إنسانية عميقة.
الفيلم من تأليف الكاتب العراقي علي عبدالنبي الزيدي وإخراج المخرج الإيراني مهدي منصور. بطولة الفيلم تعود للممثلة ابتسام بغلاني في دور “أم سالم”، بالإضافة إلى مشاركة نخبة من الممثلين العراقيين والإيرانيين. من المتوقع أن يثير الفيلم نقاشات واسعة حول قضايا الصمود النسائي في ظل الظروف الصعبة.
“أم سالم”: قصة صمود المرأة في زمن الحرب
يتناول فيلم “أم سالم” بشكل رئيسي تأثير الحروب والصراعات على حياة النساء، وكيف يواجهن هذه الظروف بقوة وعزيمة. الفيلم لا يقتصر على تصوير المعاناة، بل يسلط الضوء على دور المرأة كركيزة أساسية في المجتمع وقدرتها على التكيف والصمود. هذا النوع من الأفلام يندرج ضمن نطاق السينما الإنسانية التي تهدف إلى إثارة الوعي بقضايا المجتمع.
فريق العمل والمواقع
شارك في تمثيل الفيلم كل من عباس شرفي، محمد علي حزباوي، يوسف كعبي، علي عبيداوي، ميثم باوي، وحسين سيلاوي. هذه المجموعة المتنوعة من الممثلين تعكس التعاون الثقافي والفني بين البلدين.
تولى عباس عفري مهمة إدارة التصوير والمونتاج وتصميم الصوت، مما يشير إلى اهتمام كبير بالجودة الفنية للفيلم. اختيار قرية “عليه السلام مبعوثة الكبيرة” كموقع للتصوير لم يكن اعتباطيًا، حيث يعكس اختيارًا مدروسًا لخلق أجواء واقعية تعزز من مصداقية القصة.
الإنتاج المشترك بين العراق وإيران يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون السينمائي في المنطقة. هذا التعاون يتيح تبادل الخبرات والموارد، مما يساهم في تطوير صناعة السينما في كلا البلدين.
التركيز على القضايا الإنسانية
يتميز فيلم “أم سالم” بتركيزه على القضايا الإنسانية، وتحديدًا على معاناة المدنيين في مناطق النزاع. الفيلم لا يقدم حلولًا جاهزة، بل يطرح أسئلة مهمة حول طبيعة الحرب وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات.
من خلال شخصية “أم سالم”، يسعى الفيلم إلى إبراز قوة الإرادة والتصميم على الحياة في ظل الظروف القاسية. القصة تهدف إلى إلهام الآخرين وتشجيعهم على مواجهة التحديات والصعاب.
يعتبر الفيلم إضافة نوعية للأعمال السينمائية التي تتناول قضايا المرأة في المجتمعات العربية والإيرانية. هناك اهتمام متزايد بإنتاج أفلام تتناول هذه القضايا بشكل واقعي ومؤثر.
الفيلم يمثل أيضًا فرصة لتقديم صورة إيجابية عن العراق وإيران، بعيدًا عن الصور النمطية السلبية التي غالبًا ما تسيطر على وسائل الإعلام. التعاون الفني والثقافي يمكن أن يساهم في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
الإنتاج السينمائي العراقي يشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بجهود المخرجين والكتاب والفنانين العراقيين. هذا التطور يعكس رغبة في التعبير عن الهوية الوطنية والثقافة العراقية من خلال الفن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السينما العراقية تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص التمويل والبنية التحتية. الإنتاج المشترك مع دول أخرى يمكن أن يساعد في التغلب على هذه التحديات.
من الجدير بالذكر أن الفيلم يندرج ضمن سياق أوسع لإنتاجات سينمائية إيرانية تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية. السينما الإيرانية تحظى بسمعة عالمية بفضل جودتها الفنية وموضوعاتها العميقة.
الفيلم “أم سالم” يمثل فرصة لعرض السينما الإيرانية في المحافل الدولية، وتعزيز التبادل الثقافي بين إيران والعالم.
حاليًا، يركز فريق العمل على عملية المونتاج، والتي تعتبر مرحلة حاسمة في إنجاز الفيلم. من المتوقع أن تستغرق هذه المرحلة عدة أشهر، حيث يتم تجميع المشاهد وتنقيحها وإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية.
بعد الانتهاء من المونتاج، سيخضع الفيلم لعملية المراجعة والتقييم، قبل عرضه على الجمهور. لا يزال الموعد النهائي لإطلاق الفيلم غير محدد، ولكنه من المتوقع أن يتم عرضه في المهرجانات السينمائية الدولية قبل عرضه تجاريًا.
ما يجب مراقبته في الفترة القادمة هو ردود الفعل النقدية والجمهور على الفيلم، بالإضافة إلى مشاركته في المهرجانات السينمائية. نجاح الفيلم يمكن أن يفتح الباب أمام المزيد من التعاونات السينمائية بين العراق وإيران.





