أوسكار.. لاعب برازيلي اختار المال على المجد الكروي

في عالم كرة القدم، غالبا ما يكون القرار بين “القلب و المال” هو الخط الفاصل بين أن يتحول اللاعب إلى نجم كبير أو مجرد اسم عابر تنساه الجماهير سريعا.
أوسكار، النجم البرازيلي الذي سحر الجماهير في تشلسي، اختار الطريق الأقل توقعا ففي عمر الـ25، وفي ذروة مسيرته، قرر أن يضع العائلة أولا ويترك المجد خلفه.
عام 2017، قرر النجم البرازيلي أوسكار مغادرة تشلسي نحو الدوري الصيني، ولم يكن يدرك الكثيرون وقتها أن تلك الخطوة ستمثل نهاية فعلية لمسيرته في أعلى مستويات كرة القدم.
خطوة صادمة
تلك الخطوة صدمت المتابعين وأثارت الجدل، لا بسبب الوجهة فحسب، بل التوقيت، ولا شك وقتها أن الدافع الأساسي للقرار كان المال.
وكان أوسكار في قمة عطائه، لا يعاني من إصابات، وليس كبيرا في العمر. ومع ذلك، اختار الرحيل إلى نادي شنغهاي سيبغ الصيني مقابل عقد ضخم يُقدر بـ400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا، تاركا خلفه فرصة الاستمرار في التنافس بأعلى المستويات الأوروبية، بل وربما حجزِ مكان دائم في تشكيلة منتخب البرازيل.
ورغم الانتقادات، لم يُخفِ أوسكار يوما أن المال كان الدافع الأساسي وراء قراره، حيث قالها بوضوح في مقابلات عدة “أتيت من بيئة فقيرة، ولم يكن لدينا شيء. ما أفعله الآن هو من أجل عائلتي”.
وبينما رأى البعض في قراره حكمة من أجل تأمين مستقبل أسرته، اعتبره آخرون تخليا عن الشغف والطموح من أجل الثروة.
وقال عنه مدربه السابق أنطونيو كونتي حينها “الشغف يجب أن يُقدم على المال. إن لم يكن لديك هذا الشغف، فلا فائدة من الأمر”.
أما جيمي كاراغر، مدافع ليفربول السابق، فكان أكثر حدة، وكتب في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية “هذه ليست خطوة لتطوير المسيرة. الجميع يعلم أنها كانت من أجل المال فقط”.
ورغم ذلك، أثبت أوسكار قيمته مع فريقه الجديد، وساهم في فوز شنغهاي بالدوري عام 2018 والكأس عام 2019، وسجّل 30 هدفا في موسمين فقط رغم أنه لاعب وسط وليس مهاجما.
بَيد أن وهج الدوري الصيني بدأ بالخفوت، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا، ومعها بدأت محاولات أوسكار للعودة إلى أوروبا أو حتى البرازيل، لكنها قوبلت برفض من ناديه.
وعام 2022 كان قريبا من الانتقال إلى برشلونة، ثم حاول الانضمام إلى فلامنغو، وارتدى قميص النادي في صورة نشرها عبر الإنترنت، لكن الصفقة لم تتم.
في النهاية، بقي في الصين حتى نهاية عقده، محققا المكاسب المادية، وخاسرا ربما فرصة البقاء ضمن النخبة الكروية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن نادي ساو باولو البرازيلي عودة أوسكار إلى الفريق الذي انطلقت منه مسيرته بعقد مدته 3 سنوات.
وأمضى أوسكار، الذي خاض 48 مباراة مع منتخب البرازيل بين عامي 2011 و2016، المواسم الثمانية الماضية مع شنغهاي بورت.
وقال اللاعب (33 عاما) -في بيان- إن “السعادة لا تسعني بالعودة إلى البرازيل ونادي ساو باولو الذي بدأت فيه مسيرتي”.
وسجل أوسكار 38 هدفا في 203 مباريات مع تشيلسي وفاز بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة والدوري الأوروبي خلال 4 سنوات ونصف قضاها في النادي.
وبدأ أوسكار مسيرته الاحترافية في ساو باولو عام 2008 وانضم إلى إنترناسونال في 2010 في خطوة تسببت في نزاع طويل الأمد بشأن عقد اللاعب بين الناديين البرازيليين.