Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

أوكرانيا تبحث الخطة الأميركية مع الأوروبيين وترامب يمهلها حتى الخميس للرد

يتصاعد الضغط الدولي على أوكرانيا لقبول خطة سلام مقترحة من الولايات المتحدة، بهدف إنهاء الحرب الدائرة مع روسيا. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منح كييف مهلة حتى يوم الخميس القادم للرد على هذه الخطة، في حين كشف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عن مناقشات مكثفة أجراها مع وزراء خارجية أوروبيين حول نفس المقترح، مما يثير تساؤلات حول مستقبل مفاوضات السلام في أوكرانيا.

أفاد سيبيها بأنه ناقش تفاصيل الخطة الأمريكية مع نظراء له من فرنسا وبريطانيا وبولندا وفنلندا، بالإضافة إلى كايا كالاس، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وممثلين عن إيطاليا وألمانيا. جاءت هذه الاتصالات، وفقًا لسيبيها، في توقيت حاسم وتضمنت تحديد الخطوات التالية المحتملة في مسعى الوصول إلى تسوية. ويأتي هذا وسط إصرار أوكرانيا على استعادة أراضيها وسيادتها الكاملة.

خطة السلام الأمريكية في أوكرانيا وتداعياتها

تتضمن الخطة الأمريكية، التي تتكون من 28 بندًا، مقترحات للانسحاب الأوكراني من بعض المناطق المتنازع عليها، مقابل تنازلات روسية محدودة. ويعتبر هذا المقترح بمثابة نقطة خلاف رئيسية، إذ يرفض الرئيس زيلينسكي التخلي عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة قيودًا على حجم الجيش الأوكراني، ومنع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

بنود رئيسية في الخطة

تشمل بنود الخطة المقترحة، وفقًا لتقارير إعلامية، ما يلي: انسحاب أوكرانيا من المناطق التي تعتبرها روسيا جزءًا من أراضيها، ورفع تدريجي للعقوبات المفروضة على روسيا، وعودة روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى (G8). كما تقترح الخطة إنشاء صندوق استثماري للأصول الروسية المجمدة، مع حصول الولايات المتحدة على جزء من الأرباح.

في المقابل، تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية قوية، تعادل ما يوفره بند الدفاع المشترك في الناتو، لردع أي هجوم روسي مستقبلي. ومع ذلك، فإن الخطة الأمريكية تتناول هذا الأمر بشكل مقتضب، مما يثير قلق كييف بشأن مستقبلها الأمني. هذا الشرط الأمني يعتبر حجر الزاوية في أي اتفاق سلام دائم من وجهة نظر أوكرانية.

أكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، في منشور على منصة “إكس”، على دعم بلادها لـ”سلام عادل ودائم” في أوكرانيا. وشددت على أهمية وقف إطلاق النار الشامل وفتح قنوات للحوار الجاد، مع التأكيد على حق أوكرانيا في تحديد مستقبلها. هذا الموقف يعكس التزام بريطانيا بدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

الخطة الأمريكية تهدف إلى تحقيق توازن بين المصالح المتضاربة، وتهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن تنفيذها يواجه تحديات كبيرة، نظرًا للرفض الأوكراني الأولي لبعض بنودها، والموقف الروسي المتصلب. الوضع الحالي يتطلب دبلوماسية مكثفة وتنازلات من جميع الأطراف المعنية.

الضغوط المتزايدة على أوكرانيا تأتي في وقت تشهد فيه البلاد صعوبات في مواجهة الهجوم الروسي المستمر. وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على الدعم العسكري والمالي من الغرب، الذي قد يتأثر بالخطة الأمريكية المقترحة. هذا الدعم الخارجي يلعب دورًا حاسمًا في قدرة أوكرانيا على الصمود والدفاع عن نفسها.

من المرجح أن يكون رد أوكرانيا على الخطة الأمريكية، والذي ينتظر أن يتم بحلول يوم الخميس القادم، حاسمًا في تحديد مسار مفاوضات السلام. وفي حال رفضت كييف الخطة بشكل قاطع، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد في الصراع. في المقابل، قد يؤدي قبولها إلى فتح الباب أمام محادثات مباشرة مع روسيا.

في الختام، يبقى مستقبل مفاوضات السلام في أوكرانيا غير واضح. الوضع يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأحداث، وردود أفعال الأطراف المعنية، وخاصة رد فعل أوكرانيا على الخطة الأمريكية، والذي من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على مسار الصراع في الأيام والأسابيع القادمة. التركيز سينصب على ما إذا كانت الضغوط الأمريكية ستنجح في إقناع أوكرانيا بتقديم تنازلات، أو ما إذا كانت ستصر على شروطها الأصلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى