توغل بري إسرائيلي لساعات في عمق غزة

توغل الجيش الإسرائيلي، أمس، بعمق ثلاثة كيلومترات في مدينة غزة واشتبك مع مقاتلين فلسطينيين لبضع ساعات قبل أن ينسحب.
وهاجمت القوات والدبابات الإسرائيلية مدينة غزة في شمال القطاع من الشرق والغرب أمس، بعد ثلاثة أيام من بدء هجوم بري.
وقال مقاتلون من حركة حماس، إنهم تصدوا لمحاولة توغل الدبابات الإسرائيلية من الشرق، وإن القتال انتقل إلى محيط القطاع. وقال سكان في غزة، إن إسرائيل نفذت عشرات الغارات الجوية، وأفاد البعض بسماع هدير دبابات تتقدم وسط تبادل كثيف لإطلاق النار.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون، إن ضربات جوية إسرائيلية أصابت مناطق قريبة من مستشفيات الشفاء والقدس والصداقة التركي بمدينة غزة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن 117 ألفاً من المدنيين يحتمون إلى جانب آلاف المرضى والأطباء في مستشفيات الشمال.
وقالت السلطات الطبية في غزة، إن 8306 أشخاص بينهم 3457 من الأطفال و2136 امرأة، لقوا حتفهم من القصف الإسرائيلي، بالإضافة إلى 21048 مصاباً. وقال مسؤولون في غزة، إن القصف الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى عن الخدمة، فيما تم استهداف 25 سيارة إسعاف.
تحذيرات حقوقية
وأبدى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحافي، مخاوف جسيمة على حياة وسلامة المدنيين الفلسطينيين في الهجوم البري الذي تشنه إسرائيل على غزة.
وجدّد المرصد، التأكيد على أن قوانين الحرب تلزم الجيش الإسرائيلي بحماية المدنيين وأولئك الذين لا يستطيعون الفرار من مناطق العمليات العسكرية، بما في ذلك إطلاق النار على المدنيين. وشدد على أن القانون الدولي الإنساني، ينص على أن حماية المدنيين واجبة في جميع الحالات وتحت أي ظرف.
بالمقابل، دوت صفارات الإنذار أمس، في القدس كما سمعت انفجارات عدة في المدينة، وأعقب الصفارات صوت خمسة انفجارات على الأقل.
فيديو رهائن
وفي خطوة أربكت المشهد السياسي في إسرائيل، بثت حركة حماس أمس، مقطع فيديو تظهر فيه ثلاث نساء قالت إنهن من الرهائن الذين تحتجزهم منذ الهجوم الذي شنته على إسرائيل، الأمر الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «دعاية نفسية قاسية».
وظهرت في الفيديو امرأة تطالب نتانياهو بالعمل على اتفاق لتبادل الأسرى مع الحركة، تفرج بموجبه الأخيرة عمن احتجزتهم في هجوم 7 أكتوبر. ويظهر المقطع ومدته 76 ثانية، سيدات ثلاث.
ولم تتحدث سوى واحدة منهن، وبدا عليها الغضب، وصرخت مطالبة نتانياهو بتحرير الرهائن. وقالت: «نحن في خضم إخفاقكم السياسي والأمني والعسكري في السابع من أكتوبر، لم يكن هناك جيش ولم يصل أحد». وصرخت السيدة في نهاية المقطع «حرِّرنا، حرِّرنا، الآن الآن الآن». وفي رد فعل على الفيديو، اعتبره نتانياهو بأنه «دعاية نفسية قاسية» من قبل «حماس».
وقال في بيان: «أتوجه إلى يلينا تروبانوف ودانيال ألوني ورامون كيرشت، اللاتي اختطفتهن حماس التي ترتكب جرائم حرب، أعانقكن، قلوبنا معكن ومع المختطفين الآخرين». في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) أمس، تحرير جندية من أسر «حماس» خلال العمليه البرية. وقال الجيش، إن مسلحي حماس خطفوا الجندية أوري مجيديش في السابع من أكتوبر، مضيفاً أنها تخضع لفحوص طبية وأنها «بحالة جيدة».
ورد على ذلك عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، في بيان، بأن الإعلان الإسرائيلي عار عن الصحة و«هدفه التشويش على فيديو الأسيرات الثلاث، الذي أحدث صدمة كبيرة لدى المجتمع الإسرائيلي».
وقال مصدر مطلع على مفاوضات تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحماس، إن الحركة تريد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام للسماح بدخول المساعدات والوقود إلى غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم الحركة.