أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد عن بدء مناورات عسكرية في منطقة جبل الشيخ ومزارع شبعا المحتلة، وذلك في إطار سلسلة تدريبات مستمرة بالمنطقة. تأتي هذه المناورات بعد توغل جديد لقوات الاحتلال بالقرب من بيت جن في ريف دمشق، مما يزيد من التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل ويثير تساؤلات حول التصعيد المحتمل في المنطقة. وتعتبر هذه التدريبات جزءًا من استعدادات إسرائيلية لمواجهة سيناريوهات أمنية متغيرة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن المنطقة ستشهد حركة ونشاطًا مكثفًا للآليات العسكرية خلال فترة المناورات. وتهدف هذه التدريبات، وفقًا للبيانات الرسمية، إلى تعزيز الاستعداد القتالي للقوات الإسرائيلية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، خاصةً في ظل التطورات الأخيرة في لبنان وسوريا. وتشمل المناورات محاكاة لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك التصدي لمحاولات اختراق الأجواء.
المناورات العسكرية الإسرائيلية: تقييم للوضع الأمني
تأتي هذه المناورات في سياق سلسلة من التدريبات العسكرية التي أجرتها فرقة الجليل بالجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة. وتتركز هذه التدريبات على القطاعين الشرقي والغربي للحدود مع لبنان، استعدادًا لتصعيد محتمل. وتعكس هذه الاستعدادات قلق إسرائيل المتزايد بشأن ما تصفه بـ “تعاظم قدرات حزب الله” في لبنان، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي.
وتشمل التدريبات محاكاة للتعامل مع هجمات محتملة من الحدود الشمالية، واختبار مستوى التنسيق بين مختلف أذرع الجيش الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، تركز المناورات على تطوير القدرات الدفاعية ضد التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والطائرات الشراعية المزودة بمحرك.
التوغل في الأراضي السورية وتداعياته
على صعيد متصل، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بتوغل جديد لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الكروم الغربية قرب بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي. وذكرت الوكالة أن القوة الإسرائيلية المكونة من دبابات وآليات دخلت إلى المنطقة، مما أثار قلقًا محليًا بشأن نوايا إسرائيل.
ويأتي هذا التوغل في إطار سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، والتي تبررها إسرائيل بضرورة منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان. ومع ذلك، تعتبر سوريا هذه الانتهاكات انتهاكًا لسيادتها الوطنية.
الوضع في مزارع شبعا والتوترات الحدودية
تعتبر مزارع شبعا منطقة حدودية متنازع عليها بين لبنان وسوريا، وتحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ويطالب لبنان باستعادة هذه المنطقة، ويعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيه. في المقابل، تعترف سوريا بأن مزارع شبعا لبنانية، لكنها تربط ترسيم الحدود بانسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة. وتشكل هذه القضية مصدرًا دائمًا للتوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ويرى الخبراء أن المناورات الإسرائيلية تعكس نظرة إسرائيل إلى الحدود الشمالية باعتبارها جبهة واحدة متكاملة، وتتطلب تحضيرًا عسكريًا مكثفًا. وتأتي هذه المناورات في ظل تغيرات جيوسياسية كبيرة في المنطقة، وتصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
من المتوقع أن يستمر الجيش الإسرائيلي في إجراء مناورات مماثلة في الأسابيع القادمة، بهدف تعزيز الاستعداد القتالي للقوات الإسرائيلية. ومع ذلك، يبقى الوضع الأمني في المنطقة هشًا وغير مستقر، ويتطلب متابعة دقيقة للتطورات على الأرض. وستعتمد التطورات المستقبلية على نتائج المفاوضات الدبلوماسية الجارية، وقدرة الأطراف المعنية على احتواء التوترات وتجنب التصعيد.
