صحافة عالمية: وزيرة إسرائيلية تطالب بقصف فلسطينيين بطائرات إف-16

طالبت شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك وزيرة البيئة ونواب في الكنيست، الجيش الإسرائيلي بتصعيد الإجراءات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك استخدام طائرات حربية لقصف مناطق يُزعم أنها تستخدم لإحراق مركبات النفايات. يأتي هذا التصعيد في ظل توترات متزايدة وتصريحات قوية حول ما يعتبره البعض “إرهاباً” بيئياً في المنطقة، مما يثير قلقاً إقليمياً ودولياً بشأن مستقبل الأمن الإسرائيلي الفلسطيني.
وتشير التقارير إلى أن هذه المطالبات تنطلق من أساس يعتبر تلوث الهواء نتيجة هذه الحرائق بمثابة عمل عدائي يعادل إلقاء الحجارة، وهو أمر يرفضه المسؤولون الإسرائيليون بشدة. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع كشف وثائق إسرائيلية تفيد بسياسة ازدواجية تجاه البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.
تصعيد التوترات والتحركات الاستيطانية في الضفة الغربية
وفقًا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، هناك اتفاق بين وزيرة البيئة الإسرائيلية عيديت سيلمان ورئيس لجنة البيئة في الكنيست حول تبرير اتخاذ إجراءات قوية، حتى العسكرية منها، ردًا على هذه الحرائق. تستند هذه المطالبات إلى إحصائيات تشير إلى ضبط أكثر من 150 شاحنة تقوم بتهريب النفايات من إسرائيل إلى الضفة الغربية سنويًا.
إضافة إلى ذلك، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن وثيقة داخلية إسرائيلية تظهر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدعم بشكل سري عشرات البؤر الاستيطانية الزراعية التي يديرها مستوطنون يهود في المنطقة “ج” من الضفة الغربية. في الوقت ذاته، تُظهر الوثيقة دعوات نتنياهو للمسؤولين الأمنيين للحد من العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون.
تأثير البؤر الاستيطانية على المفاوضات
يشير ارتفاع عدد هذه البؤر الزراعية، والتي تجاوزت 100 موقع، وأُنشئت أكثر من 15 منها منذ بدء الحرب على غزة، إلى استمرار سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية. ويرى محللون أن هذه التطورات قد تعيق أي جهود مستقبلية لإحياء عملية السلام، وتقوض السلطة الفلسطينية. البناء الاستيطاني هو أحد أكبر العوائق أمام تحقيق حل الدولتين.
في سياق منفصل، سلطت صحيفة “جيروزاليم بوست” الضوء على دعوات لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع التركيز على الحاجة إلى نهج تدريجي وحذر. وترى الصحيفة أن من مصلحة إسرائيل إعطاء الولايات المتحدة مساحة للعمل و تجنب التعطيل لهذه الجهود والحفاظ على الدعم الأميركي.
تطورات إقليمية ودولية مرتبطة بالصراع
على صعيد المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن توسيع المحادثات لتشمل مفاوضين مدنيين يمثل تحولاً هاماً. يأتي هذا التغيير في ظل المأزق المتزايد بين البلدين، مع استمرار التوترات الحدودية والمخاوف الأمنية المتبادلة.
ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن أي تقدم في هذا المجال قد يكون مقيداً، لا سيما مع الدفع القوي داخل الحكومة اللبنانية لتجريد حزب الله من السلاح. وبالتزامن مع هذه التطورات، كشفت صحيفة “الغارديان” عن تقرير سري يظهر أن وزارة الخارجية البريطانية حذفت تحذيرات من احتمال وقوع إبادة جماعية في دارفور من تقييم المخاطر بشأن الحرب في السودان، واستبدلتها بصياغة أقل حدة.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، تشير التقارير الغربية إلى تعثر المحادثات التي يجريها المبعوث الأميركي في موسكو. وقد أدى هذا إلى تصاعد حدة الخطاب بين روسيا وأوروبا، ودفع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تعزيز وجوده العسكري في المنطقة. يتوقع حلف الناتو استمرار التوتر و قد يتجه نحو المزيد من التصعيد.
على الصعيد الداخلي الأميركي، أكدت مجلة “نيوزويك” على تقديم مشروع قانون في الكونغرس يهدف إلى إعادة توجيه أموال مخصصة لسياسات الهجرة الصارمة نحو برامج الإسكان للمواطنين الأميركيين.
في الختام، يشهد الوضع الإسرائيلي الفلسطيني والمنطقة المحيطة به تطورات متسارعة ومعقدة. من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول للأزمات المتعددة، ولكن مع وجود العديد من العقبات والتحديات التي تعيق التقدم. ستكون الفترة القادمة حاسمة في تحديد مسار الصراع، خاصة مع استمرار التحقيقات الدولية في الانتهاكات المزعومة والحاجة المتزايدة إلى حماية المدنيين في جميع المناطق المتضررة. سيستمر التركيز على تطورات المفاوضات الجارية، والخطوات التي ستتخذها الأطراف المعنية، وأي مبادرات جديدة قد تظهر على الساحة.





