نفّذ الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عمليات قصف مكثفة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من الآليات العسكرية والطائرات المسيّرة. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد المخاوف بشأن أوضاع النازحين الفلسطينيين. وتشير التقارير إلى أن هذه العمليات تركزت بشكل خاص على المناطق الشرقية للقطاع.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن القصف والنسف استهدفا بشكل رئيسي شمال و جنوب قطاع غزة، مع تركيز على المناطق الحدودية. وذكر مراسل الجزيرة عن قصف مدفعي إسرائيلي داخل الخط الأصفر شرقي بلدة جباليا، بينما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف متزامنة شرقي مدينة غزة. كما وردت تقارير عن إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيّرة والآليات العسكرية في مناطق أخرى.
المنخفضات الجوية تفاقم أزمة النازحين في غزة
في سياق متصل، حذّر الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة من التدهور الحاد في حالة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في خيام غير مجهزة، مع بدء فصل الشتاء وارتفاع احتمالية هطول الأمطار الغزيرة. ويعاني هؤلاء النازحين من نقص حاد في المستلزمات الأساسية، بما في ذلك المأوى الآمن والماء والغذاء.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الخيام الحالية غير قادرة على توفير الحماية الكافية من الظروف الجوية القاسية، مما يزيد من خطر تعرض النازحين للأمراض والإصابات.وقال بصل إن الخيام تتسرب منها مياه الأمطار ولا توفر عزلاً كافياً ضد البرد والرياح. ودعا الجهات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير بدائل آمنة ومجهزة، مثل الكرفانات السكنية أو مراكز الإيواء المناسبة.
تأثير الحرب على البنية التحتية والنازحين
يأتي هذا التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية في أعقاب أشهر من القتال الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أسفر عن دمار واسع النطاق في البنية التحتية المدنية في قطاع غزة. وقد أدى ذلك إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم، والذين يعيشون الآن في ظروف مأساوية في مراكز الإيواء المؤقتة أو مع الأقارب والأصدقاء.
وتشير التقديرات إلى أن غالبية النازحين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى الاكتظاظ ونقص النظافة في مراكز الإيواء. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدة اللازمة، بسبب القيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد داخل القطاع.
ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في قطاع غزة
وفي تقريرها اليومي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد 17 مواطناً خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي عدد الشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69,775 شهيدًا. وأضافت الوزارة أن عدد الجرحى قد بلغ 170,965 شخصًا، وأن النظام الصحي في القطاع يعاني من انهيار كامل بسبب نقص الإمدادات والموارد.
وذكرت الوزارة أن من بين الشهداء الذين سقطوا خلال اليوم الماضي 14 شخصًا تم انتشال جثثهم من تحت الأنقاض، مما يشير إلى استمرار القصف العشوائي وتدمير المنازل والبنايات السكنية. وتؤكد التقارير أن غالبية الضحايا من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت وزارة الصحة بتسجيل 345 شهيدًا و889 إصابة منذ بدء وقف إطلاق النار الأخير في 10 أكتوبر. كما تم انتشال 588 جثة من تحت الركام خلال نفس الفترة. وهذه الأرقام تشير إلى أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا، وأن هناك حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ حياة المدنيين.
ومع استمرار القتال وتدهور الأوضاع الإنسانية، يزداد القلق بشأن مستقبل قطاع غزة. ومن المتوقع أن يستمر الوضع في التدهور خلال الأسابيع القادمة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد تأثير المنخفضات الجوية. وستراقب المنظمات الدولية والمراقبون عن كثب تطورات الأوضاع على الأرض، وتقييم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، والبحث عن حلول لإنهاء الأزمة.
