إسرائيل.. ولعنة لبنان!

بعد الغزو الهائل والكبير للبنان في عام 1982 والذي نتج عنه تدمير هائل واحتلال العاصمة بيروت ومذبحة مخيم صبرا وشاتيلا دخل مناحيم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها في اكتئاب عميق بعد أن أجرى مراجعة للنتائج العسكرية وسط احتجاجات هائلة من أهالي المجندين الإسرائيليين الذين ماتوا في الحرب بأعداد كبيرة جداً، وتم أيضاً إجراء محاكمة عسكرية لوزير دفاعه أريل شارون بسبب تجاوزات هائلة، كانت النتيجة اعتزال بيجين السياسة ومعاقبة شارون بعد استقالتهما المهينة من مناصبهما.
وتلا ذلك شمعون بيريز والذي هزم هزيمة مذلة ونكراء في الانتخابات الإسرائيلية وذلك بعد عدوانه على لبنان والعملية العسكرية التي عرفت بعناقيد الغضب، وهي مقتبسة من نص توراتي في العهد القديم، وحصلت فيها مجزرة قانا الدموية التي سقط فيها العشرات من الضحايا وذلك في عام 1996.
وبعد ذلك كانت مغامرة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الفاشلة في عام 2006 والتي أدّت بعد ذلك إلى قضايا فساد بحقه تمت إدانته بها وحكم عليه وتم سجنه لتنهي وتقضي على تاريخه ومستقبله السياسي.
هناك قناعة لدى عدد غير بسيط من المؤرخين والمحللين السياسيين في إسرائيل أن دخول لبنان عسكرياً له تكلفة سياسية مدمرة على صاحبها أشبه باللعنة القاتلة. قد يكون ذلك من باب الخرافات والأساطير ولكنه عامل نفسي في مخيلات البعض المؤثر في إسرائيل.