لنتذكر بأن للتواصل مع الآخرين أهمية كبيرة، وأن للكلمات أثراً كبيراً في التعبير عن أنفسنا واهتمامنا بالآخرين، لأنها قد تكلف البعض حياته إذا لم يعرف كيف يستخدمها، وقد تصنع أيضاً حياة كريمة وإنجازات رائعة.
فللكلمة قوة جبارة في صنع المعجزات يجب ألا نستهين بها، وقد يضع البعض الآخرين في قوالب جاهزة أو سمات معينة، فيتحدث معهم بناءً على هذا الأساس، وعليه فلننظر لأهمية الكلمات على حياتنا، وكيف لها أن تثير الحماس والتشجيع في نفوس أبنائنا وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، ومن المهم أن نفهم أن لها قوة كبيرة في تنمية الثقة بالنفس في أبنائنا وأنفسنا والمجتمع من حولنا، وقد تتحول أحياناً إلى انتقادات يكون لها أثر سيئ علينا، من الأفضل أن تكون منصتاً جيداً وتعرف ما يدور حولك حتى تستطيع الاستفادة منها، فالبراعة تكون في الحديث عندما تكون كلماتك مفيدة، وثمة الكثير من الناس لا يريدون سماع نظرتك السلبية في الحياة ولا عن مرضك ولا عن مشكلاتك، وإنما الكلمات الإيجابية، لذلك إن رغبت بجذب الآخرين إليك، عليك بالحديث بكل إيجابية، خصوصاً عن أشياء تلهم الآخرين.
هناك حكمة تقول: (لا تخبر أحداً بمشكلته، فنصف الناس لا يبالون والنصف الآخر يكون سعيداً بمعاناة بتلك المشكلات) لذلك ثمة ضرورة لاستخدام لغة بسيطة في التواصل مع الآخرين، فقد استخدم والت ديزني الرسوم المتحركة كوسيلة لتبسيط أفكاره، ويمكنك أن تتعلم درساً تستشهد بالقصص والحكايات والرموز لتوصيل أفكارك للآخرين، وهناك دراسة أظهرت أن 75 % من الكلمات التي نستخدمها لا يسمعها الآخرون أبداً، فالناس يسمعون ما يريدونه وأكثر شيء يريدونه هو أنفسهم، فإذا تحدثت عن طموحهم، أهدافهم أفكارهم وتجاربهم سوف تجذبهم بكل ذكاء، لذلك يمكن استخدام قوة الكلمات في مساعدة الناس على بناء تقديرهم لأنفسهم وجعلهم يشعرون بالارتياح والأمان، ولكي تكسب الآخرين بطريقة جيدة ينبغي أولاً أن تفكر في نفسك بطريقة جيدة وواضحة.
نصيحتي لأولياء الأمور كونوا لطفاء وأذكياء وحكماء في تعاملكم وثقوا أن للكلمات تأثيراً كبيراً في تقوية وبناء شخصيات أطفالكم منذ الصغر، يقول لقمان الحكيم: (إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها).
