إصابات برصاص الاحتلال في الضفة واعتداءات المستوطنين تتصاعد

أصيب العديد من الفلسطينيين اليوم الخميس، 4 ديسمبر 2025، جراء اعتداءات متصاعدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد التوترات وتزايد عمليات الاقتحام والاعتقالات، مما يثير مخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة. وتتركز هذه الأحداث في مناطق مختلفة من الضفة، بما في ذلك قلقيلية وبيت لحم ورام الله والخليل، مما يعكس اتساع نطاق الأزمة.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن المواجهات بدأت في بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم، حيث أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اشتباكات. كما أُعلن عن إصابة طفل وشاب في مدينة قلقيلية، شمال الضفة، خلال عملية عسكرية إسرائيلية. وتأتي هذه الأحداث في سياق عمليات أوسع نطاقاً تستهدف المدن والقرى الفلسطينية.
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة طفل يبلغ من العمر 12 عامًا برصاص في الرأس خلال اقتحام قلقيلية، ووصف حالته الصحية بأنها “حرجة جداً”. كما أصيب شاب آخر (26 عامًا) برصاصة في القدم، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقد واجهت الطواقم الطبية صعوبات في الوصول إلى المصابين بسبب منع قوات الاحتلال دخولها إلى بعض المناطق.
وأضافت الجمعية أن قوات إسرائيلية منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى حي كفر سابا في قلقيلية، حيث سُجلت حالات اعتداء على مسعفين متطوعين أثناء توجههم لأداء مهامهم الإنسانية. هذا الإعاقة تعيق تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين وتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقد انسحبت قوات الاحتلال من قلقيلية بعد عملية عسكرية استمرت عدة ساعات، شملت مداهمة منازل الفلسطينيين، واعتقالات طالت عدداً من المواطنين، إلى جانب تخريب ممتلكات خاصة. وتأتي هذه العمليات في إطار جهود إسرائيلية لفرض سيطرتها على المنطقة.
توسع الاعتقالات وتأثيرها
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا، جنوب الخليل، وشنت عملية دهم في وسط المدينة، تخللها انتشار للجنود المشاة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع خلال الاقتحام، قبل أن تعتقل مواطنا فلسطينيا وتنقله إلى جهة غير معلومة. وتشير التقارير إلى أن الاعتقالات تستهدف نشطاء سياسيين وشخصيات بارزة في المجتمع الفلسطيني.
وقالت مؤسسات الأسرى إن قوات الاحتلال اعتقلت 13 فلسطينيا من الضفة اليوم بينهم رئيس بلدية السموع وأسرى محررون. هذه الاعتقالات تزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية وتعيق جهودها لتحقيق السلام والاستقرار.
اعتداءات المستوطنين وعمليات الهدم
بالإضافة إلى عمليات الاعتقال، أفادت مصادر فلسطينية بأن أبًا وابنته أصيبا إثر إحراق مستوطنين لمركبتهما شمال شرق مدينة رام الله. كما أصيب سبعة فلسطينيين بجروح ورضوض جراء اعتداء مستوطنين عليهم في شمال الخليل. وتشكل هذه الاعتداءات المستوطنين تصعيداً خطيراً في العنف وتزيد من حالة التوتر في المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن مجموعات من المستوطنين المسلحين من مستوطنة كرمي تسور هاجمت بالحجارة والهراوات وغاز الفلفل السام مجموعة من المزارعين، حاولوا الوصول إلى أراضيهم في منطقة وردان ما بين بلدتي بيت أُمّر وحلحول بشمال الخليل. هذه الهجمات تهدف إلى ترهيب الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم.
وفي تطور آخر، هدمت آليات إسرائيلية، اليوم الخميس، بناية قيد الإنشاء شرقي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة المحتلة. وقالت منظمة البيدر الحقوقية، في بيان، إن آليات الجيش الإسرائيلي هدمت البناية المكونة من طابقين في منطقة وادي الحمص. تأتي عمليات الهدم في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في المنطقة.
تدهور الأوضاع الإنسانية
وتشهد مدن شمالي الضفة المحتلة منذ الأسبوع الماضي اقتحامات واسعة النطاق من قِبَل جيش الاحتلال ضمن ما أطلقت عليه تل أبيب اسم عملية “خمس حجارة”. ويشير مراقبون فلسطينيون إلى أن العملية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على شمال الضفة، مع تكامل دور المستوطنين في تنفيذ سياسات التوسع الاستيطاني وفرض القيود على حرية الحركة للسكان المدنيين. هذه العمليات تؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وتزيد من معاناة الفلسطينيين.
وقد وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الشهر الماضي، 46 عملية هدم طالت 76 منشأة، إضافة إلى توزيع 51 إخطارا بهدم منشآت أخرى. هذه الأرقام تشير إلى تصاعد وتيرة الهدم والاستهداف للممتلكات الفلسطينية.
من المتوقع أن تستمر التوترات في الضفة الغربية في تصاعدها خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار عمليات الاقتحام والاعتقال وهجمات المستوطنين. وتعتبر متابعة ردود الفعل الدولية على هذه التطورات، بالإضافة إلى جهود الوساطة الإقليمية والدولية، أمرًا بالغ الأهمية. كما يجب مراقبة أي تغييرات في السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، والتي قد تؤثر على مسار الصراع.





