Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي

أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع مؤسسة حيدر علييف ووزارة العلم والتربية في أذربيجان، مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، وهو أداة جديدة لقياس وتتبع تطورات الذكاء الاصطناعي في الدول الأعضاء. يهدف هذا المؤشر إلى توفير رؤى حول الاستعداد والسياسات والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يدعم جهود التنمية المستدامة في المنطقة. وقد تم الإعلان عن إطلاق المؤشر خلال مؤتمر دولي في باكو، أذربيجان.

جاء إطلاق المؤشر في سياق متزايد الأهمية للذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، حيث تسعى العديد من الدول إلى الاستفادة من إمكاناته في مختلف القطاعات. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتعزيز التعاون الإسلامي في مجال التكنولوجيا والابتكار، وتهدف إلى ضمان أن تستفيد الدول الأعضاء في الإيسيسكو من الثورة الرقمية بشكل كامل ومسؤول.

مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي: قياس التقدم وتوجيه السياسات

أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن المؤشر سيعمل كأداة لتقييم مدى استعداد الدول الإسلامية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوجيه سياساتها المتعلقة بهذا المجال، وتشجيع الإبداع والابتكار. وأشار إلى أن المشروع يضم حاليًا تسع دول رائدة في العالم الإسلامي، ويعكس التزام الإيسيسكو بتنفيذ ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر إطارًا مرجعيًا أخلاقيًا واستراتيجيًا للدول الأعضاء.

ويتضمن ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي مبادئ توجيهية تهدف إلى ضمان تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، مع مراعاة القيم الإسلامية والمصالح المشتركة للدول الأعضاء. ويشمل ذلك جوانب مثل حماية البيانات، والخصوصية، والعدالة، والشفافية، والمساءلة.

ركائز تطوير الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي

أوضح الدكتور المالك أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يجب أن يستند إلى ثلاثة مبادئ أساسية: تهيئة العملية التعليمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، وتأهيل النساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتوفير بيئة مناسبة للابتكار والإبداع. ويعتبر الاستثمار في التعليم والتدريب أمرًا بالغ الأهمية لضمان وجود قوة عاملة مؤهلة قادرة على تطوير واستخدام هذه التقنيات بفعالية.

بالإضافة إلى ذلك، شددت ليلى علييفا، نائبة رئيسة مؤسسة حيدر علييف، على أهمية تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات بشكل دقيق، وتوجيه الشباب نحو استغلال الفرص التي تتيحها هذه التقنية، مع توعيتهم بالمخاطر المحتملة. ويشمل ذلك مخاطر مثل فقدان الوظائف، والتحيز الخوارزمي، وانتهاك الخصوصية.

وتشير التقارير إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ينمو بسرعة في جميع أنحاء العالم، وأن الدول التي تتبنى هذه التقنية في وقت مبكر من المرجح أن تحقق فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة. وتشمل هذه الفوائد زيادة الإنتاجية، وتحسين جودة الخدمات، وخلق فرص عمل جديدة.

وفي ختام المؤتمر، تم اعتماد إعلان باكو بشأن مؤشر الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي. وأشاد الإعلان بالمؤشر وأكد على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين التعليم، والرعاية الصحية، والحفاظ على التراث الثقافي، والتنمية الاقتصادية، والإدارة البيئية. كما دعا إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الإيسيسكو في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.

من المتوقع أن تبدأ الإيسيسكو في جمع البيانات وتحليلها لتطوير المؤشر بشكل كامل، وأن يتم نشر النتائج الأولية في الربع الأول من عام 2026. وسيتطلب ذلك تعاونًا وثيقًا مع الحكومات والمنظمات الأكاديمية والقطاع الخاص في الدول الأعضاء. وسيكون من المهم مراقبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديث المؤشر بانتظام لضمان أنه يعكس أحدث الاتجاهات والتحديات. كما يجب متابعة مدى التزام الدول الأعضاء بتنفيذ ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي، وتقييم تأثيره على تطوير واستخدام هذه التقنية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى