Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

كيف يكتب الشباب أدبهم؟

تقول الكاتبة الإماراتية «صالحة عبيد» في حديث لها عن تجربتها الذاتية في طريقة تعاملها مع إشكاليات السرد أثناء الإعداد والتفكير والبدء في كتابة نصها الروائي: «… تصادف حضور الأديب الإماراتي محمد المر حفل توزيع جوائز العويس للإبداع عام 2016، والذي حصلت خلاله على جائزة الإبداع عن مجموعتي القصصية (خصلة بيضاء بشكل ضمني)، وقد دار بيني وبين المر حوار قصير ذكر لي فيه أنه قرأ المجموعة، وأن لديه سؤالاً خلاصته: لماذا يهرب جيل الشباب الإماراتي الجديد من الكتاب والروائيين من تفاصيل بيئتهم إلى بيئات غريبة أو أجنبية ؟ لماذا تهربون من قصتكم الخاصة…» !

لقد كنا يومها نناقش في تلك الجلسة واقع الأدب الإماراتي وإشكاليات السرد، والحقيقة أن الهروب باتجاه استعارة سمات الحداثة سواء في شخوص العمل أو مكانه وزمنه وفكرته، يعتبر واحداً من أكثر ما يسم أدب عدد لا بأس به من الكتاب الإماراتيين الشباب اليوم، حيث يشعر القارئ أن هناك افتعالاً متعمداً لتغريب النص (القصة أو الرواية) بحيث ينتمي إلى أي مكان إلا الإمارات! فمم يهرب هؤلاء الكتاب؟ ولماذا؟ وهل يعتبرون ذلك هروباً، أم أنه حل وتقنية ومخرج، وربما انقطاع صلة بالجذور؟

في الحقيقة لقد أجابت «صالحة» عن السؤال حين قالت، نعم نحن نخاف أن نضع نصوصنا في إطارها وبيئتها (الإمارات) وبوساطة شخصيات إماراتية، لأن السؤال الذي يسيطر على معظمنا (والكلام لصالحة) هل سيفهمنا الآخر الذي يقرؤنا من خارج الإمارات؟ هل سيقبل حكايتنا؟ هل سننتشر كما نحلم؟ وهل سنحظى بالجوائز والاهتمام؟

تعبر هذه الإشكالية عن ارتباك جيل بأكمله يحاول كل من موقعه أن يتواصل مع (الآخر) بالآلية التي يعتقد أنه سيكون واضحاً من خلالها، حتى لو أدى ذلك لطمس معالمه، وهذه أزمة أكثر منها إشكالية، وهي إشكالية علاقة بالآخر وبالهوية أكثر منها واحدة من إشكاليات السرد المعروفة التي قد يتعثر فيها النص أو الكاتب نتيجة حداثة التجربة أو حتى انعدام الموهبة، فنحن لدينا كتاب موهوبون في الأدب أو أنهم انكفؤوا إلى بيئتهم ونهلوا منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى