أوروبا تستعد لمواجهة موجة مبكرة من الإنفلونزا، حيث ينتشر متحور جديد، K، بسرعة أكبر من المعتاد، مما يثير مخاوف بشأن الضغط على الأنظمة الصحية مع اقتراب فصل الشتاء. وتُظهر البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة، خاصة بين كبار السن والأطفال، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية عاجلة.
انتشار متحور الإنفلونزا K في أوروبا
يشهد عدد من الدول الأوروبية انتشارًا سريعًا لمتحور الإنفلونزا K، وهو سلالة فرعية من فيروس A(H3N2). وقد بدأت حالات الإصابة بالظهور قبل الموعد المعتاد لموسم الإنفلونزا، مما أثار حالة من التأهب في الأوساط الصحية. وفقًا للمركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC)، فإن هذا المتحور يتميز بقدرته العالية على الانتشار وتجاوز المناعة المكتسبة من التطعيمات السابقة أو الإصابات.
خصائص المتحور الجديد
يحتوي متحور K على سبع طفرات رئيسية في بروتين الهيماجلوتينين (HA)، وهو البروتين الذي يسمح للفيروس بالالتصاق بالخلايا البشرية. هذه الطفرات تزيد من قدرة الفيروس على إصابة الخلايا وتجنب الاستجابة المناعية، مما يفسر سرعة انتشاره. تشير التقارير إلى أن هذا المتحور يسبب أعراضًا مشابهة لأعراض الإنفلونزا التقليدية، ولكن قد تكون أكثر حدة في بعض الحالات.
تأثير الإنفلونزا K على الأنظمة الصحية
يثير الانتشار السريع لمتحور K مخاوف بشأن الضغط المتزايد على المستشفيات والمراكز الصحية في أوروبا. فقد شهدت دول مثل اليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بالفعل ارتفاعًا حادًا في حالات الإصابة، مما أدى إلى إغلاق المدارس وزيادة الضغط على الخدمات الطبية. وتخشى السلطات الصحية الأوروبية من أن يتكرر هذا السيناريو، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على الرعاية الصحية بسبب الأمراض التنفسية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق بشأن فعالية اللقاحات الحالية ضد متحور K. صُمم اللقاح الموسمي قبل ظهور هذا المتحور، مما قد يقلل من قدرته على توفير حماية كاملة. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن اللقاح لا يزال فعالًا في الحد من المضاعفات وتقليل حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
حذر المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC) من أن كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والحوامل، وسكان دور رعاية المسنين هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة من الإنفلونزا K. ويوصي المركز بتطعيم هذه الفئات على الفور، واستخدام مضادات الفيروسات في الحالات عالية الخطورة، وتعزيز إجراءات الوقاية في المستشفيات والمراكز الصحية.
التدابير الوقائية والتطعيم
توصي السلطات الصحية الأوروبية باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية للحد من انتشار الإنفلونزا، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين. كما تشدد على أهمية التطعيم، حتى مع وجود متحور جديد، حيث يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمضاعفات الشديدة. الإنفلونزا الموسمية تشكل خطرًا سنويًا، والتحصين يظل خط الدفاع الأول.
في إسبانيا، يتوقع خبراء الصحة أن موسم الإنفلونزا قد يبدأ قبل 3-4 أسابيع من المعتاد، وقد يصل إلى ذروته في نهاية العام. وهذا قد يزيد الضغط على الموارد الصحية خلال فترة العطلات والتنقلات. الإنفلونزا تتطلب يقظة مستمرة.
في الوقت الحالي، تراقب السلطات الصحية الأوروبية الوضع عن كثب وتقوم بتحليل البيانات لتقييم فعالية اللقاحات الحالية وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تطوير لقاحات جديدة تستهدف متحور K على وجه التحديد. من المتوقع أن يتم تقديم توصيات جديدة بشأن التطعيم والوقاية في الأسابيع القادمة، بناءً على أحدث البيانات المتاحة. ستعتمد الاستجابة الفعالة على المراقبة المستمرة والتكيف مع التغيرات في الفيروس.
