إنفوغراف.. صواريخ تتسابق دول العالم في تطويرها
تعد الصواريخ الباليستية واحدة من أهم أدوات الحرب، وتُعرف بأنها نظام أسلحة إستراتيجي ذاتي الدفع والتوجيه.
يمتلك هذا النوع من الصواريخ مزيجا فريدا من المميزات إلى جانب القوة التدميرية، كما أنه ليس من الصعب تصنيعها.
وتتخذ الصواريخ المطورة مسارا باليستيا لإيصال الرأس أو الرؤوس الحربية إلى هدفها، وهو مسار منحنٍ يشبه قوسا ضخما محددا مسبقا.
وتُعتبر الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب من أهم التطورات في مجال الأسلحة الإستراتيجية والمفضلة لدى الجيوش حول العالم، وذلك لقدرتها على التحضير والإطلاق بسرعة أكبر مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، وهذا يجعلها صعبة الرصد والتدمير قبل إطلاقها.
أصبحت الصواريخ واحدة من أخطر أسلحة الردع، التي أسهمت في إعادة ضبط موازين القوى في العالم، بعدما مكنت دولا صغيرة وجماعات من الوقوف في وجه دول كبرى.
وتعد إيران وكوريا الشمالية من أبرز الأمثلة على ذلك لامتلاك كل منهما قدرات صاروخية متطورة مكنتها من الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت كوريا الشمالية عن نجاح اختبار صاروخ “هواسونغ-18-19” العابر للقارات والذي يعمل بالوقود الصلب، مؤكدة أنه حلق أعلى وأبعد من أي صاروخ سابق، وهذا يعزز قدراتها الإستراتيجية ويعتبر من بين الأقوى في ترسانتها.
كما أعلنت إيران نجاحها في تطوير صاروخ باليستي فرط صوتي لأول مرة في تاريخها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أطلقت عليه اسم “فتّاح”.
وتستمر الدول الكبرى في تطوير وتحسين هذه الصواريخ لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني العالمي.
ويصنف صاروخ “مينتمان -3” الأميركي ضمن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكنها حمل رؤوس نووية، ويتكون الصاروخ من 3 مراحل ويعمل بالوقود الصلب، ويتم إطلاقه من صوامع تحت الأرض، ويتجاوز مداه 9.6 آلاف كيلومتر.
وحصل صاروخ “سارمات” أو “الشيطان 2” الروسي على تفويض السلطة العسكرية عام 2011، وتم تصنيفه ضمن أسلحة قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية وأصبح بديلا عن صاروخ “فويفودا” أو “ساتانا” (شيطان1).
وفي عام 2018 قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة صواريخ فرط صوتية أطلق عليها اسم “أفانغارد” وقال المسؤولون الروس إن السلاح قادر على الطيران بسرعة تزيد على سرعة الصوت 27 مرة، ومن المستحيل اعتراضه.
وفي 18 أغسطس/آب 2022، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نشرت طائرات من طراز “ميغ-31” (MiG-31) مزودة بصواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال” في قاعدة شكالوفسك بمقاطعة كالينينغراد الواقعة بين ليتوانيا وبولندا العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كينجال كلمة روسية تعني “الخنجر”، وهو أحد الأسلحة الروسية الباليستية “فرط الصوتية”، كشف عنها بوتين في مارس/آذار 2018، وأطلق عليها وصف “السلاح المثالي”، واستعملته موسكو لأول مرة في حربها على أوكرانيا.
وتعد الصواريخ الفرط صوتية الصينية “دونغ فينغ-27” العلامة الأكثر وضوحا والأكثر إثارة للقلق على التقدم العسكري الصيني من وجهة نظر خبراء الحرب الأميركيين، وقد كان التقدم السريع الذي حققته بكين في هذا المجال مفاجئا للبنتاغون.
وهذه مجموعة من الصواريخ باتت بالفعل تتخذ اسما جديدا هو “قاتلة حاملات الطائرات”، أحدثها (2) وهو “دونغ فينغ-27″، واحد فقط من سلسلة صواريخ فرط صوتية تحمل الاسم نفسه، وتعني “رياح الشرق”.
بدأت الأبحاث لتصنيع الصواريخ الفرط صوتية في أوائل ثلاثينيات القرن الـ20. وخلال الحرب العالمية الثانية أنجزت ألمانيا العديد من التطويرات على هذا النوع من الصواريخ.
وزاد الاهتمام بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وبتطوير تقنياتها لتصبح صواريخ فرط صوتية تتميز بتجاوزها سرعة الصوت، وتنطلق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة ولها القدرة على المراوغة أثناء الطيران.
وتتصدر روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية قائمة الدول التي تعمل على تطوير تكنولوجيا الأسلحة الفرط صوتية، وانضمت لها كل من إيران وكوريا الشمالية عام 2023، وتعمل المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا على البحث في هذه التكنولوجيا.