إيران تجدد رفضها لخطة ترامب في منطقة القوقاز

أعلنت إيران رفضها القاطع لما يُعرف بـ”خطة ترامب” في منطقة القوقاز، معتبرةً إياها استمرارًا لمشاريع سابقة تهدف إلى تغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة. يأتي هذا الرفض بالتزامن مع نتائج اجتماع طهران لدول جوار أفغانستان، والذي ركز على تعزيز الاستقرار الإقليمي ورفض التدخل الأجنبي. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من سياق أوسع من التنافس الإقليمي والدولي المتزايد.
وصرح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، بأن هذه الخطة لا تختلف جوهريًا عن مبادرة “ممر زنغزور” التي عارضتها طهران سابقًا. وأضاف أن الخطة الجديدة تمثل تهديدًا لأمن كل من إيران وروسيا، مؤكدًا أن أي وجود أمريكي بالقرب من الحدود الإيرانية سيكون له تبعات أمنية خطيرة وغير مقبولة.
مخاطر “خطة ترامب” وتأثيرها على الأمن الإقليمي
تكمن أهمية ممر زنغزور في كونه طريقًا يربط أذربيجان بتركيا عبر الأراضي الأرمينية. وفقًا لوكالة بلومبيرغ، كان هذا الممر جزءًا من اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة. تخشى إيران من أن هذا الممر قد يسهل وصول الناتو إلى شمال إيران، مما يقوض أمنها القومي.
يرى مراقبون أن تسمية الخطة باسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي” تهدف إلى إضفاء شرعية على المشروع، لكن طهران تنظر إليه بشك عميق. وتشير إلى أن الولايات المتحدة غالبًا ما تستخدم مشاريع اقتصادية كغطاء لتوسيع نفوذها العسكري والأمني في مناطق حساسة.
الخطة وتداعياتها المحتملة
تعتبر إيران أن السماح بوجود أمريكي بالقرب من حدودها يمثل خطرًا استراتيجيًا، بغض النظر عن المبررات الاقتصادية المعلنة. وتؤكد أن التجربة أثبتت أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق أهداف أمنية وسياسية أوسع من خلال مشاريعها في المنطقة. المنطقة تشهد بالفعل توترات متزايدة بسبب الصراعات الإقليمية وتدخل القوى الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت إيران عن قلقها بشأن التداعيات المحتملة على أمن روسيا، نظرًا إلى أن ممر زنغزور يقع بالقرب من الحدود الروسية الجنوبية. وتسعى طهران إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو، وتعتبر التعاون الأمني معها أمرًا حيويًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
نتائج اجتماع دول جوار أفغانستان
على صعيد آخر، أصدرت إيران بيانًا يلخص نتائج اجتماع الممثلين الخاصين لدول جوار أفغانستان الذي عقد في طهران يوم الأحد. أكد البيان على أهمية التكامل الإقليمي ومركزية المنطقة في إيجاد حلول للتحديات القائمة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بأفغانستان. أفغانستان لا تزال تعاني من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بعد سنوات من الصراع.
وشدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة تعزيز الاستقرار في أفغانستان، وأبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة إذا طلبت كابل ذلك. كما أكدوا على أهمية استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أفغانستان لتحسين الظروف المعيشية للشعب الأفغاني، وضرورة دمج أفغانستان في العمليات السياسية والاقتصادية الإقليمية.
وأعربت دول الجوار عن معارضتها لأي محاولة لإقامة وجود عسكري أجنبي في أفغانستان، مؤكدةً على مسؤولية الدول التي ساهمت في الوضع الراهن في أفغانستان في تقديم المساعدة لإعادة بناء البلاد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، دون استخدامها كورقة ضغط سياسية. الاستقرار في أفغانستان يعتبر مفتاحًا للأمن الإقليمي.
من المتوقع أن تستمر إيران في جهودها الدبلوماسية لتعزيز التعاون الإقليمي ورفض التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة. وستراقب عن كثب التطورات المتعلقة بممر زنغزور وتأثيرها المحتمل على أمنها القومي. في الوقت نفسه، ستواصل دعم جهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان من خلال التعاون مع دول الجوار.





