ابتكار علمي جديد.. تقنية ثورية لتحرير الجينات تثير جدلاً أخلاقيًا في مكافحة الأمراض
اقترح فريق من العلماء الأستراليين تقنية جديدة لتحرير الجينات في الأجنة البشرية، تهدف إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض معقدة مثل ألزهايمر والسكري، مما يفتح الباب أمام جدل أخلاقي ودولي حول مستقبل الطب الوراثي.
تقدم علمي يثير التساؤلات
تعتمد التقنية على تعديل الجينات في الخلايا الجرثومية المسؤولة عن التكاثر الجنسي. وسبق أن أثار هذا المجال اهتمامًا عالميًا عام 2018 مع ولادة التوأم المعدلين وراثيًا “لولو ونانا”، وهو ما أثار دعوات لوضع ضوابط صارمة على هذه التقنيات. وفي تجربة أخرى، وُلدت “أوريا”، أول طفلة باستخدام التحرير الجيني لعدة مواقع في جينوم الجنين، مما أظهر الفوائد المحتملة لهذه التكنولوجيا مع تسليط الضوء على تعقيداتها الأخلاقية.
نتائج واعدة
أظهرت دراسة حديثة أجراها الفريق الأسترالي أن تعديل 10 مواقع جينية محددة يمكن أن يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بها بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال، توقعت الدراسة أن يقل معدل الإصابة بمرض ألزهايمر من 5% إلى أقل من 0.6% عند تطبيق هذه التقنية. وظهرت نتائج مشابهة لأمراض أخرى مثل السكري من النوع 2 والفصام ومرض الشريان التاجي.
تحديات تقنية وأخلاقية
رغم النتائج المشجعة، فإن هذه التقنية تواجه العديد من العقبات، أبرزها:
الدقة العلمية: صعوبة تحديد المتغيرات الجينية المسؤولة عن الأمراض والتعامل مع التأثيرات غير المتوقعة التي قد تنتج عن التعديلات الجينية.
القضايا الأخلاقية والاجتماعية: المخاوف من التمييز الاجتماعي والاستغلال غير الأخلاقي للتقنية، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالاستقلالية الإنجابية.
ردود فعل متباينة
وفي مقال نشر بالتزامن مع الدراسة، أُثيرت مخاوف من أن تطبيق هذه التقنيات قد يكون “غير آمن وغير مثبت علميًا”، مع تحذيرات من العواقب غير المتوقعة التي قد تترتب على مثل هذه التعديلات. ومع ذلك، يرى مؤيدو التقنية أنها قد تكون أملًا للأسر التي تحمل تاريخًا من الأمراض الوراثية.
دعوة للتعاون الدولي
مع استمرار تطور تقنيات تحرير الجينات، تدعو الدراسة إلى ضرورة النقاش الأخلاقي والتعاون الدولي لضمان استخدامها بشكل آمن ومنصف، ولتجنب أي تداعيات اجتماعية أو أخلاقية قد تنتج عن هذه التقنيات الثورية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك