احذر خطر الذباب!
ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي من انحرافات سلوكية وأخلاقية ومهنية، وصل إلى درجة مهولة من الخطورة والاستفزاز، ما يشير إلى إمكانية انهيار حقيقي لمنظومة التواصل الاجتماعي وانعدام الثقة بها. إن استخدام وسائل التواصل والشبكات الرقمية والمواقع التواصلية، واحدة من سمات الحياة المعاصرة اليوم، لكن المشكلة لم تعد تقتصر على إدمان هذه المواقع أو على وجود مواقع لا أخلاقية أو إمكانية التعرض للنصب والاحتيال عبرها، فالأمر تجاوز هذه المخاطر إلى ما هو أكثر وأخطر، بعد أن ظهرت للجميع صفحات وحسابات مزيفة ليست حقيقية، لكنها تتسمى بأسماء وتستخدم صوراً وشعارات تمكنها من التسرب إلى جميع الحسابات لتمارس خططها الشيطانية، ما يعني أنها حسابات ذات أجندات خارجية وتخريبية في المقام الأول.
ولتحديد هذه الحسابات وإمعاناً في التنبيه لمخاطرها وشرورها، فقد أطلق عليها حسابات (الذباب الإلكتروني)، التي لا يأتي أصحابها للتعارف والتواصل والفائدة أو التسلية كأي متعامل حقيقي، إنما يقتصر دورها على: التشهير، والاستفزاز، وإثارة الكراهية والنعرات، بطرح موضوعات وحوارات جدلية خلافية مستفزة، لتشويه سمعة الأنظمة والأفراد، والتنمر عليهم، وإطلاق الإشاعات والأكاذيب، وتزييف الحقائق، والاتهامات الباطلة.. لهذا وجب الوقوف بقوة وتكاتف لإحباط مخططاتهم، وإفشال ألاعيبهم القذرة. من هنا جاءت حملة «مكافحة الذباب الإلكتروني» التي أطلقها معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام.
قد يقع البعض فريسة سهلة لأصحاب هذه الحسابات المزيفة، فيردون على رسائلهم، أو يجادلونهم على منصات التواصل الجماهيرية، ما يزيد من قاعدة وجماهيرية هذه الحسابات بسبب التفاعل وكثرة الردود، من هنا جاء التحذير من الرد على تلك الرسائل. إن ردك على رسالة مشبوهة مستفزة لا تعرف صاحبها، أشبه بفتح صندوق مغلق لا تعرف محتواه، مرسل لك من جهة مجهولة، مثل هذه الطرود لا تجازف بفتحها ومثل هذه الرسائل لا ترد عليها، كن حذراً وتجنب خطر الذباب!