سكان غزة ينتظرهم ما هو أسوأ

تعيش وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مرحلة مفصلية صعبة، تضعها تحت مقصلة الإنهاء، في ظل توجه إسرائيلي لإنهاء وجودها، وبالتالي، دورها وما تمثله بالنسبة لقضية اللاجئين برمتها. وقد أوقفت دول عديدة، ومنها الولايات المتحدة، تمويل «الأونروا»، بعد اتهامات إسرائيل لـ 12 موظفاً في الوكالة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر.
المفوض العام لـ «الأونروا»، فيليب لازاريني، قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجر أمس، إنه على الرغم من كل الفظائع التي عاشها سكان غزة، فربما ينتظرهم ما هو أسوأ. وأكد أن الوكالة «وصلت إلى نقطة الانهيار.. وأصبحت قدرتها على الوفاء بتعهداتها مهددة بشكل خطير»، كما نقلت قناة «روسيا اليوم».
وأضاف أن الوضع في غزة «صاعق.. من المستحيل وصف المعاناة في غزة بشكل كافٍ.. يقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال المصابين من دون مخدر… ينتشر الجوع في كل مكان، وتلوح في الأفق مجاعة من صنع الإنسان».
وتابع «ذبح أكثر من 100 شخص قبل بضعة أيام، بينما كانوا يبحثون يائسين عن طعام.. يموت الأطفال، الذين يبلغون من العمر بضعة أشهر فقط، بسبب سوء التغذية والجفاف. إنني ارتجف بمجرد التفكير بما قد يتكشف من فظائع حدثت في هذا الشريط الضيق من الأرض».
وحذر من أن «الهجوم على رفح، التي يكتظ فيها ما يقدر بنحو 1.4 مليون نازح، قد أصبح وشيكاً.. ليس هناك من مكان آمن يذهبون إليه». وأكد أن ادعاءات إسرائيل بتورط موظفين في الأونروا في هجمات 7 أكتوبر، لا تؤيدها أسانيد.
وقال «نعمل بالحد الأدنى، وبالكاد نتدبر يومنا.. إن مصير الوكالة، والملايين من الناس الذين يعتمدون عليها، معلق في مهب الريح.. تواجه الأونروا حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها، وإنهائها في نهاية المطاف».
وقال إن «مسألة توفير التعليم لنصف مليون طفل أصيبوا بصدمات نفسية عميقة، ويعيشون وسط الأنقاض، غائبة بشكل واضح عن المناقشات المتعلقة بتسليم وتوفير الخدمات في غزة». وقال «إننا نضحي بجيل كامل من الأطفال، ونزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع للمستقبل».
بدوره، حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دنيس فرنسيس، من أن (الأونروا) على شفا الانهيار، وأن المجاعة تهدد المواطنين في غزة.
تعذيب موظفين
وفي وقت سابق، اتهمت «الأونروا» إسرائيل بتعذيب موظفين لديها، اعتقلتهم في قطاع غزة، وتحدثوا عن أمور مروعة أثناء اعتقالهم واستجوابهم من قبل السلطات الإسرائيلية، تشمل التعذيب وسوء المعاملة الحاد، والاعتداء والاستغلال الجنسي.
ودعت روسيا إلى إعادة النظر في قرار إقالة عدد من موظفي «الأونروا»، بعد الاتهامات الإسرائيلية. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة أمام الجمعية العامة: «نشير إلى أن هؤلاء الموظفين تمت إقالتهم فوراً، قبل إجراء أي تحقيق، وفقط على أساس الاتهامات من إسرائيل». وأشار إلى أن الاتهامات بحق 12 موظفاً في الوكالة، لا يمكن استخدامها «لإلقاء اللوم على الهيئة الأممية بكاملها».