ارتفعت حصيلة ضحايا حريق هونغ كونغ الهائل إلى 44 قتيلاً، مع استمرار جهود البحث عن مئات المفقودين. وقد أوقفت الشرطة ثلاثة مشتبه بهم على خلفية الحريق الذي اندلع في أبراج سكنية متعددة في منطقة تاي بو يوم الأربعاء، مما أثار تساؤلات حول معايير السلامة في المباني القديمة.
تفاصيل كارثة حريق هونغ كونغ
بدأ الحريق في وقت مبكر من بعد ظهر الأربعاء، وسرعان ما انتشر في عدة أبراج ضمن مجمع وانغ فوك كورت السكني. تألف المجمع من ثمانية أبراج، تضم كل منها 31 طابقًا، ويقطنها ما يقرب من 4800 شخص. واجهت فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في الوصول إلى الطوابق العليا بسبب الحرارة الشديدة والدخان الكثيف.
الجهود المبذولة لإخماد الحريق والبحث عن المفقودين
استمرت عمليات الإطفاء لأكثر من 15 ساعة، وتمكنت السلطات من السيطرة على النيران في أربعة أبراج حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. ومع ذلك، لا تزال العمليات جارية في ثلاثة أبراج أخرى. وبحسب إدارة الإطفاء، هناك 279 شخصًا لا يمكن الاتصال بهم، بالإضافة إلى 900 شخص تم إيواؤهم في ثمانية مراكز إيواء مؤقتة. وقد تم تصنيف الحريق على أنه من الفئة الخامسة، وهو أعلى مستوى للطوارئ.
تم نشر 128 شاحنة إطفاء وحوالي 800 رجل إطفاء للتعامل مع الحريق. كما أُغلقت الطرق الرئيسية المحيطة بالمجمع لتسهيل حركة فرق الإنقاذ.
التحقيقات والاعتقالات
فتحت الشرطة تحقيقًا في سبب الحريق، وألقت القبض على ثلاثة رجال يعملون في شركة بناء تتولى أعمال صيانة المباني. وتشتبه السلطات في أنهم تسببوا في القتل غير العمد بسبب الإهمال الجسيم. وبحسب إيلين تشونغ، المشرفة في شرطة هونغ كونغ، فإن الشركة استخدمت مواد قد لا تتوافق مع معايير السلامة من الحرائق، بما في ذلك شبكات واقية بلاستيكية ورغوة لإغلاق النوافذ.
معايير السلامة من الحرائق في هونغ كونغ
يثير هذا الحريق تساؤلات حول معايير السلامة من الحرائق في المباني القديمة في هونغ كونغ. وكان أسوأ حريق سابق في هونغ كونغ قد وقع في عام 1996 في مبنى تجاري، وأودى بحياة 41 شخصًا. أدى ذلك الحريق إلى إجراء تحديثات شاملة لمعايير البناء ولوائح السلامة من الحرائق.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هونغ كونغ من بين الأماكن القليلة في العالم التي تستخدم الخيزران على نطاق واسع في سقالات أعمال البناء. وقد بدأت الحكومة في التخلص التدريجي من هذه السقالات في مارس الماضي، بعد تسجيل 22 حالة وفاة مرتبطة بها بين عامي 2019 و 2024.
وتشير التقارير إلى أن استخدام مواد بناء غير مطابقة للمواصفات قد يكون ساهم في سرعة انتشار النيران. وتؤكد السلطات على أهمية الالتزام بمعايير السلامة من الحرائق في جميع المباني، وخاصة تلك التي تخضع لأعمال صيانة أو تجديد.
تداعيات الحريق المحتملة
من المتوقع أن يؤدي هذا الحريق إلى مراجعة شاملة لمعايير السلامة من الحرائق في هونغ كونغ، مع التركيز على المباني القديمة وأعمال الصيانة. قد تتضمن هذه المراجعة تشديد الرقابة على استخدام مواد البناء، وزيادة عمليات التفتيش، وتوفير تدريب أفضل للعاملين في مجال البناء.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الحريق إلى زيادة الوعي العام بأهمية السلامة من الحرائق، وتشجيع السكان على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
من المقرر أن تعلن السلطات عن نتائج التحقيق الأولي في سبب الحريق في غضون الأيام القليلة المقبلة. وسيتم الإعلان عن أي إجراءات إضافية سيتم اتخاذها لتعزيز السلامة من الحرائق في هونغ كونغ في وقت لاحق.
