ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا مع ضعف الاقتصاد
ارتفع معدل البطالة في ألمانيا بداية العام رغم زيادة أقل من المتوقع في عدد العاطلين عن العمل، ويؤثر ضعف أكبر اقتصاد في أوروبا على سوق العمل.
وأظهرت بيانات مكتب العمل الاتحادي اليوم الجمعة أن عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا ارتفع بأقل من المتوقع في يناير/كانون الثاني الجاري.
وذكر المكتب أن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنحو 11 ألف شخص بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية إلى 2.88 مليون، وكان محللون توقعوا ارتفاع هذا الرقم بنحو 14 ألفا، لكن معدل الوظائف -الذي يتأثر بالعوامل الموسمية- ارتفع قليلا إلى 6.2%
ومن المتوقع أن يستمر عدد العاطلين عن العمل في الزيادة هذا العام، ليتجاوز حاجز 3 ملايين في بداية عام 2025، وذلك لأول مرة منذ 10 سنوات، في ظل التوقعات الاقتصادية القاتمة.
وأضاف مكتب العمل أن عدد الوظائف الشاغرة بلغ 632 ألفا في يناير/كانون الثاني الجاري انخفاضا بنحو 66 ألف وظيفة عن العام الماضي، مما يشير إلى تباطؤ الطلب على العمالة.
أزمة عميقة
والثلاثاء الماضي، حذر اتحاد الصناعات الألمانية من أن اقتصاد البلاد يعاني أزمة عميقة، إذ من المرجح أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي 0.1% هذا العام، ليتجه إلى تسجيل تراجع في النمو للعام الثالث على التوالي لأول مرة منذ إعادة توحيد البلاد.
وفي الوقت نفسه، قال الاتحاد إنه من المتوقع أن تسجل منطقة اليورو نموا 1.1%، وأن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2%، مما يشير إلى أن ألمانيا ستظل واحدة من الدول المتأخرة اقتصاديا في المنطقة ذات العملة الموحدة.
وقال رئيس اتحاد الصناعات الألمانية في برلين بيتر ليبينجر “الوضع خطير للغاية، إذ يعاني النمو في قطاع الصناعة على وجه الخصوص من انهيار هيكلي”.
وأثّرت المنافسة المتزايدة من الخارج وارتفاع تكاليف الطاقة واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة، فضلا عن الآفاق الاقتصادية الغامضة على الاقتصاد الألماني الذي انكمش في عام 2024 للعام الثاني على التوالي.
وكان اقتصاد ألمانيا سجل انكماشا في 2024، إذ تراجع إجمالي الناتج المحلي في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بـ0.2%، حسب بيانات أولية من وكالة الإحصاءات الفدرالية (ديستاتيس) بعد انكماش نسبته 0.3% عام 2023.
وكان رئيس معهد إيفو للبحوث الاقتصادية كليمنس فوست قد قال في وقت سابق “الاقتصاد الألماني لا يزال متشائما، وذلك في معرض تعليقه على مؤشر مناخ الأعمال الألماني الذي ارتفع هذا الشهر”.
من جهته، قال أولريش كاتر كبير خبراء الاقتصاد في مصرف “ديكا بنك” إنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على وجود مناخ يتسم بالتفاؤل في الاقتصاد الألماني.
وأضاف كاتر “بحسب هذه الأرقام، فإن الاقتصاد الألماني سيظل راكدا في النصف الأول من هذا العام”.
وتحسّن مناخ الأعمال في ألمانيا إلى حد ما في بداية العام الجديد بفضل تقييم أفضل للوضع الحالي.
وأعلن معهد “إيفو” أن مؤشره لمناخ الأعمال الألماني ارتفع هذا الشهر بمقدار 0.4 نقطة ليصل 85.1 نقطة، وهذه هي الزيادة الأولى بعد انتكاستين متتاليتين.
وكان خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يسجل المؤشر 84.8 نقطة، ومع ذلك فإن الشركات التي شملها استطلاع “إيفو” وعددها نحو 9 آلاف شركة كانت في المجمل أكثر تشاؤما بشأن المستقبل، إذ استمر المؤشر الخاص بتوقعات الأعمال المستقبلية في الانخفاض.